موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٥

الصلاة حياتنا

بقلم :
تغريد حبش نجيم - الأردن

جبان من لا يعيش في هذه الحياة ويواجة الصعوبات والتحديات دون الصلاة والاتكال على الله. الكثير منا لا يعرف مدى أهمية الصلاة في حياته وكيف أن مناجاة الله في حياتة اليومية هي من أولى الألولويات كي نواجه حياتنا اليومية بأفراحها وأحزانها. كثيراً ما تبعدنا همومنا ومشاكلنا اليومية عن التفكير ولو للحظة أن هنالك من يرعانا دوماً ويهتم بشؤننا دون كلل أو ملل. كثيراً ما نسأل أنفسنا وخصوصاً في هذه الأيام ونقول أين أنت يالله مما يحصل من احباطات وارهاصات وحروب ودمار وجوع وتدمير وانتهاك للبشرية برمتها؟، أين أنت ياالله؟ لماذا لا تتدخل وتنهيها؟. لكي نعيش بأمان وسلام وطمأنينة أنت وحدك القادر على كل شيء. ولكن لا أحد يفكر كيف نحن أيضاً نستطيع التغير باتجاه الأمان والسلام إذا ما أردنا، الكل يرمي حملة على الله دون البدء ولو بخطوة تجاه هذا السلام الذي لن نحصل عليه دون عمل وتعب، ودون الصلاة التي أعطيت لنا بالمجان لنصليها في أوقات ضيقنا كي تساعدنا أن نتامل ونفكر ونفهم مشيئتك يا الله في حياتنا. لا شيء يساوي لحظة خشوع وصلاة ومواجهة مع الله برجاء ودون خوف والاتكال الكلي بجميع أعمالنا على الله المصدر الوحيد لمحبتنا دون مقابل. ليست أجمل وأعمق من حب لا ينتهي، وأبسط عمل لملاقته هي: الصلاة والصلاة والصلاة. أعطنا يا رب أن تكون اليوم صلاتنا لك صراخاً مدوياً لاسيما في هذه الظروف القاهرة التي تحيط بنا، كما أعطيت يونان وهو في بطن الحوت حيث صلى إليك صارخاً: "دعوت من ضيقي الرب فاستجابني، صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي" (يو2:2)، وكصراخ بطرس حين أرد أن ينجو من الغرق حين قال: "يارب نجني". ونحن اليوم إذ نصلي ونصرخ إليك يارب نجنا من الهاوية التي تحيط بنا وكادت أن تقضي علينا بسبب أفعالنا، وأعطنا يا رب أن تكون صلاتنا ليست فقط من أجل ما يواجهنا من مصاعب وضيق وأمواج ثقيلة ورياح مدمرة، ولكن أعطنا أن تكون صلاتنا أسلوب حياة يعيش فينا على الدوام.