موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٨ مارس / آذار ٢٠١٦

الصوم عبادة

بقلم :
تغريد حبش نجيم - الأردن

"اعلموا ان الرب يستجيب لصلواتكم اذا واظبتم على الصوم والصلوات" (سفر يهوديت 12:4). في زمن الصوم الاربعيني المقدس هنالك الكثير منا يتساءل لماذا نصوم؟ وما هي الفائدة المرجوة؟ وما الهدف من الصوم؟ ولماذ نحن بحاجة الى قهر واذلال الجسد في الوقت الذي تتوفر فيه جميع مغريات هذا العالم؟ ولا اظن ان جميع هذه التسساؤلات بالجديدة، والمفارقة دائما ما نربط ما نقدمه من افعال ايمانية باهداف شخصية ونبقى في انتظار النتائج! ولكن ان كنا نؤمن بان الصوم فعل توبة وايمان والهدف منة التقرب من الله ورحمتة الواسعة ما علينا الا ان ننطلق بالصوم والصلاة بكل ثقة وايمان. ان اهمية الصوم في حياتنا تاتي كما ان للجسد حاجاته فلا بد ان نعترف ان للروح حاجاتها ايضا ولا نستطيع الفصل بينهما وحيث ان الجسد بحاجة الى الغذاء ليعيش فان الروح هي ايضا بحاجة للصوم والصلاة كي تتتنقى. واذا ما اردنا ان نتنقى ما علينا الا الانصهار حبا وايمانا حتى درجة الغليان تماما مثلما ينقى الذهب. فمن منا اليوم قرر ان يتنقى؟ اعرف ان المهمة ليست سهلة وان زمن الصوم يحتاج الى الكثير من المقومات كي يكمل مسيرته ولكن ببسساطة لا تهتم لما تاكل وتشرب وتسرف من وقتك لاطعام جسدك وتهتم بالشكليات كما يعمل الكثير من البيوت في ايامنا هذه ولا تنشغل ولا تهتم بماذا تاكل وتصعب الامور على نفسك وعلى غيرك ولكن كن على مثال دانيال النبي حين صام حيث قال: "لم اكل طعاما شهيا ولم يدخل فمي لحم ولا خمر". اذا الامتناع عن الطعام او الصوم ما هو الا جزء من مرحلة زمن الصوم الاربعيني للانطلاق نحو تطهير الجسد وتهذيب النفس وتنقية الروح ولا تكتمل الا اذا ما رافق امتناعنا عن الطعام امتناعنا ايضا عن كل فكر وقول وفعل له علاقة بالخطية. اذا ان نصوم يعني ان نتنقى ان نصوم يعني ان نتعرف على اعمال الرحمة وكيف نكون رحماء ان نصوم يعني ان نتجدد في الايمان ان نصوم يعني ان نسمح لله ان يسيطر على حياتنا ان نصوم يعني ان نشارك مع الالام يسوع ان نصوم يعني نعطي لحياتنا هدف ان نصوم يعني ان نعطي الفرصة لانفسنا لنعيش فعل رجاء ومحبة ورحمة ان نصوم يعني ان نصلي بورع وتقوى ان نصوم ان نولد من جديد. وان استطعنا السيطرة على كل ما يدخل بطوننا ويشوه قلوبنا وافكارنا وافعالنا نكون قد وضعنا الخطوة الرئيسية المنطلقة نحو الهدف "هدف التوبة" واستحققنا ملاقاة يسوع واستحققنا زمن الفصح المجيد. اذا ونحن في حالة الصوم علينا ان نهتم اكثر كيف ننمو روحيا وفكريا وعقليا مع لله لينعكس بذلك على كل من يحيط بنا ليتعرفوا الاخرين على محبة الله ورحمتة الواسعة من خلالنا. اذا دعونا ان نكون في زمن الصوم المقدس رسل محبة ورحمة كما ارادنا الله. وبما ان الصوم هو فرصة للتوبة والتقرب من الله ومن اخيك الانسان ماذا ننتظر؟ ان الابواب لا تزال مفتوحة فلا تفوتوا الفرصة للتوبة ولا تدعوا متاعبكم ومخاوفكم ان تقف حجر عثرة امام اهداف الله في حياتكم واعلموا ان الله لا يزال يدعوكم لمشاركتة رحلة الصوم المقدس بمحبة. والسؤال الان هل انت مستعد لتصلب جميع شهواتك واحتياجاتك الجسدية والنفسية وتقول مع الامك يا يسوع على الاقل في زمن الصوم المقدس؟ لتشارك الالام يسوع لتستحق فرح الفصح والقيامة! هل انت مستعد؟