موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٥ يناير / كانون الثاني ٢٠١٦

الأم روزا وسر التجسد

بقلم :
الأخت آنا سلوى - الأردن

إنَّ تجسد كلمة الله هو تجسد الحب الذي آراده الله لنا منذ بدء العالم، هو كمال الحب الكامن في كيان الله تجاهنا نحن البشر. ما أعظم هذا السر العجيب الذي يفوق كل وصف! فكل من يجلس في المغارة عند أقدام يسوع، ليتأمل ويتذوق هذا المشهد الرائع، يشعر إنه أمام مشهد سماوي، فيرى السماء تنزل وتتجسد على الأرض من أجلي ومن أجلك. هكذا فعلت الطوباوية الأم روزا غاتورنو في ليلة عيد الميلاد، سجدت عند مغارة الرب وتركت ذاتها لقيادة روح الله، فمنحها أن تعيش خبرة تصوفية حررتها من ضعفها وجعلتها تتذوق عذوبة حب يسوع المتجسد، بل ودفعتها لتعكسه على الآخرين: أثناء تأملها، رأت مريم العذراء والطفل يسوع ويوسف ورعاة بيت لحم، ففهمت بوضوح معنى وقيمة الفقر الروحي، حيث رأت في هذا المشهد قرب الفقراء من يسوع، فشعرت بضرورة تطهيرها لكي يقبلها يسوع بجانبه. فنقرأ في ذكرياتها: "وجدتُ نفسي عند المغارة، ولكن بدا لي من نظرات الطفل يسوع والعذراء مريم أنهما يفضلان الرعاة ... فجثوت عند قدمي القديس يوسف، متوسلة إليه أن يغطي عيوبي ويطلب لي من العذراء مريم أن تسمح لي أن أمكث عند قدمي يسوع ... وفجأة وجدت الطفل يسوع وأمه ينظران إليّ بعذوبة ورقة" (ذكريات ص.11). تعبيرات وجه مريم وابنها دعت الأم روزا إلى توبة عميقة، إلى الانتباه واليقظة لمن حولها، وعلمها ذلك أن لا تفصل بين إيمانها وحبها ليسوع ومريم عن حبها للآخرين. تعلمت طريق التواضع والتنازل وكيف تفقد حياتها من أجل الاخرين لكي تجدها في المسيح. تعلمت من مريم " الأم " المرتبطة ارتباطًا عميقًا بابنها، كيف تنتبه برقة وتمنح فرحًا ومكانةً للفقراء والمنبوذين، تابعة مثال انحناء الله الذي يجد رضاه في سخاء وفقر مريم. الطوباوية روزا غاتورنو بعد خبرة تطهيرها، وجدت نفسها عند أقدام مريم أكثر تواضعًا وسلامًا وحريةً، تتنعم بفرح الصغار فاستطاعت أن تدخل بكل كيانِها في سر ميلاد يسوع، فقير الآب الحقيقي. كما نجد في حدث الميلاد كما ورد أيضًا في الأناجيل، أن الفقراء هم الذين استطاعوا أن يروا في مريم والطفل تحقيق وعود الله لخلاص العالم والانتصار على الشر. (تك 3: 15) من كتاب عطية الله للأم روزا (ص 139) فأنت أيضًا مدعو لتذهب إلى مغارة الرب وتتأمله، فإنه يوجد الآن في عالمنا. هوذا واقف على الباب يقرع لكي يستعطي منك ما يحتاجه للمعيشة. هوذا ملقى في الشوارع مهمش وحيد ومنبوذ من الآخرين. هوذا واقف يرتعش من البرد. هوذا متألم في المستشفيات. ها انا أبشركم بفرح عظيم ولد لكم المخلص وهو المسيح الرب. أذهب أنت أيضاً لكي تعتني به. أذهب لكي تزوره وتشاركه حياته. أذهب مع الرعاة والمجوس فهو في انتظارك.

المزيد من الأخت آنا سلوى - الأردن

الأم روزا وسر التجسد