موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٢

أيها الراقد وسط الدمار

بقلم :
كابي يوسف - كندا

الأب الشهيد فادي الحداد، أيها الأب الراحل: أنت سيد العارفين أننا ماكنا يوماً مُحارِبين ولامعتدين أو مُغتصبين. بل زوادتنا التي نحملها غالباً المزيد من المحبة والتسامح والعطاء، واليوم صرنا جبناء، ونردد على لسان معلمنا القائل: من ضربك على خدك الأيمن، فحول له الآخر، لكننا لاننتبه أنه عندما سيق إلى الصليب فقد عذبوه وشتموه وأهانوه، ثم قتلوه، وهو وإن غفر جهل قاتليه لكنه أقام الدنيا ولم يقعدها بقيامته من بين الأموات. صار شوكة للموت ولكل الحاقدين الكارهين والمعتدين. انتقم لنفسه بفرح القيامة، ولرعيته بنصرة الخلاص، وفتح أبواب السماء لكل مؤمن متجدد وملتزم برسالته، لا الطامع بالحوريات أو لحامل السيف في سبيل نصرة الله ورسله. أيها الراحل أرث لضعفنا، واجلس عند قدمي السيد، واطلب منه أرجوك عزاء ورحمة، وقوة خاصة لأولاده على الأرض. ماعادت لنا القدرة على الصمت. نُساير ونُحب ونغفر، فتزداد الطعنات. نحتمل الضيقات والشدائد، فتزداد التعييرات. نورنا يضيء ظلمتهم فيخافون ويهربون نحو المزيد من البطش والدمار. نورنا يكشفهم ويعريهم فيجدون الملاذ الآمن في اطفائه. لكن هيهات أن يقدرون. هم لا يؤمنون بالله لأنهم يعبدون المال وقد قتلوك من أجله. هم لا يؤمنون بالله لأنهم تجردوا من كل المشاعر الانسانية وصاروا يذبحون أخيهم الانسان بدم بارد. ترى هل من قدرة لنا على الصمت والاحتمال؟ اخبر الجميع أن الصمت في هذه الأيام دليل ضعف، والوقوف على الحياد دليل استسلام وخنوع. الكنيسة يجب أن تتحرك. تصرخ، تمجد اسمك، وتشهد لك في سوريا، وفي كل مكان حتى الغرب الذي يخفت فيه نور أولادك بسبب اهتمامهم بالعمل وجمع المال والحفلات والرحلات السياحية وبعض الزيارات الخجولة إلى الكنائس، ونسيناك أنت الاله الحي الذي لك ينبغي أن تسجد كل ركبة، وبك يعترف كل لسان، أنك أنت المسيح ابن الله الحي الذي لا يجب أن تفصلنا عنه شدة أو ضيق أم عري أم جوع، أو اضطهاد وموت. شهيدنا رجل الله الأب فادي الحداد: أيها الراقد وسط الآلام والمعاناة والدمار، ليتنا باستشهادك نفيق من غفلتنا فيضيء لنا حقاً نور المسيح. نحن ندرك جيداً أنه ليس تلميذ أفضل من معلمه، لقد كنت أميناً في المتاجرة بوزناتك، فادخل إلى فرح سيدك.