موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

أخي الإنسان لنرمم ونجدد بيتنا معًا

بقلم :
الاخ حنا كمال الفرنسيسكاني - مصر‎
أخي الإنسان لنرمم ونجدد بيتنا معًا

أخي الإنسان لنرمم ونجدد بيتنا معًا

 

اليوم تصرخ الاحداث وتطلق نداءها لكل إنسان ومؤمن علي وجه الأرض "رمم بيتي" ولهذا ادعوك اخي الانسان لنفكر معا وننتبه معا لهذه النداءات.

 

فلنرمم معًا أخي الإنسان بيتنا الكوني الذي منحه الله لنا، وجعلنا حراسًا له وليس أسيادًا عليه؛ نرممه بوقف الخصومات و الحروب والمنازعات،  نرممه بوقف التلوث والاستهلاك والاهدار، نرممه بأن نتذكر  هذا (نظن أننا نستعبد الأرض لأنها تحت أقدامنا ولا ننتبه أنها هي التي تحملنا فهي صاحبة فضل علينا)، فهي أمنا التي تحملنا وتقوتنا كما يصفها القديس فرنسيس الاسيزي،  فالأرض تحملنا فوقها بكل تواضع  ومحبة منها؛ دون أن تشتكي وليس انها تحت أقدامنا فيعني اننا أسيادها.

 

نرممه بأن نخنق الأنانية التي بداخلنا للدرجة التي بها نستنزف مواردها الطبيعية من أجل مصالحنا الشخصية ومكاسب مادية لن تدوم. ولكي ننجح فلنرمم إخوتنا الإنسانية أو الأخوة الكونية كما أعلنتها الاكاديمية البابوية للحياة.

 

فلم أتعجب من الأخبار المتداولة عن القرصنة التي قامت بها بعض الدول تجاه أخرى لتستولي علي شحنات  لمستلزمات طبية من أجل  المرضى ولكن نزعة الأنانية ، وأن أفكر في نفسي قبل أن أفكر في الآخر الأكثر احتياجا مني جعل البعض يتصارع ويكشف كم من الشروخ والتصدعات التي انتابت إخوتنا كبشر دون النظر إلى لون أو دين أو شكل ... فعندما نؤمن أن الله خلق الإنسان قبل الأديان وأن أخَّوة الانسان اقوى من اخوَّة الأديان هنا يمكننا تخطي حدودنا المكانية والزمنية.

 

وتاكيدا لهذا يحل علينا كالشمعة وسط الظلام وكشعاع الشمس التي تخترق غيوم الشتاء إنه دون جوزيبي، الكاهن الإيطالي الذي يفضل أن يحيا آخر بدلاً منه، وكأنه الراهب مكسميليان كولبي هذا القرن، وأيضًا الشاب المصري سامح عياد الذي قدم بضاعته إلى سكان مدينة بيرغامو الإيطالية مجانًا كرد الجميل لاستقبالهم له منذ أن وطأت قدميه إيطاليا وتضامنًا مع أخيه الإنسان في هذا الوقت الحرج.

 

ولهذا تدعو وثيقة الأكاديمية البابوية للحياة قادة الشعوب وساساتها أن يبنوا جسور الأخوة وأن يؤمن العالم أننا اليوم اكتشفنا مدي هشاشتنا وبات واضحًا أننا لسنا أسياد مصيرنا؛ وأيضًا مدى احتياجنا لبعضنا البعض، وأن سلامة كل فرد تعتمد على سلامة الجميع.

 

"فلحظة ان نتوقف عن النضال من أجل بعضنا البعض نخسر انسانيتنا".