موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
وكالة آسيا نيوز تجري مقابلة مع المطران يلدو حول إعادة فتح دور العبادة في العراق
المطران باسيليوس يلدو، المعاون البطريركي للكلدان

المطران باسيليوس يلدو، المعاون البطريركي للكلدان

فاتيكان نيوز :

 

أعلنت بطريركية بابل للكلدان، لأيام قليلة خلت، عن إعادة فتح دُور العبادة، في إطار الاحترام التام للإجراءات الوقائية الصحية تفاديًا لانتشار فيروس كورونا المستجد، في وقت أجرت فيه وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء مقابلة مع المعاون البطريركي للكلدان الذي أكد أن الناس عليهم أن يتعايشوا مع هذا الفيروس، لافتًا إلى أنه تقرر فتح دور العبادة بصورة تدريجية.

 

وقال المطران باسيليوس يلدو، إنّ الاحتفالات الدينية بدأت يوم الأحد بشكل تدريجي، وذلك وسط فرحة المؤمنين، ووفقًا للقدرة الاستيعابية لكل كنيسة، مشيرًا إلى أن أعداد المؤمنين ما تزال ضئيلة من أجل التقيّد بالتباعد الاجتماعي، والحفاظ على المسافة المطلوبة بين شخص وآخر. وأوضح بهذا الصدد أنه إذا كانت كنيسةٌ ما قادرةً على استيعاب خمسمائة وخمسين شخصًا، فيُسمح اليوم بدخول قرابة المائة فقط. وأضاف أنه على الرغم من هذه القيود، إلا أن هذا الخبر هو سارٌ فعلا، بعد إقفالٍ دامَ أكثر من سبعة أشهر.

 

ولفت إلى أن هذا القرار اتخذته البطريركية الكلدانية مدركةً أنه يتعين على الناس أن يتعايشوا لفترة طويلة مع فيروس كورونا المستجد، فقررت أن يُعاد فتحُ باب الكنائس أمام المؤمنين بصورة تدريجية. وأضاف أنه بشكل متزامن بدأت المساجد تفتح أبوابها أمام المصلين، كما أن الحكومة سمحت باستئناف العديد من النشاطات التي كانت متوقفة. وشدد المطران يلدو في هذا السياق على ضرورة أن يحترم الجميع التدابير الصحية الوقائية التي اتخذتها السلطات، مع الأخذ في عين الاعتبار ضرورة التجاوب مع متطلبات المؤمنين.

 

وتُذكّر وكالةُ آسيا نيوز للأنباء بأن العراق هو من بين دول الشرق الأوسط الأكثر معاناة بسبب فيروس كورونا المستجد، وقد جاءت هذه الأزمة الصحية لتزيد الطين بلة في بلد يعاني من الفقر والعنف، ما بات يدفع بالعراق إلى حافة الانهيار. وكان بطريرك بابل للكلدان لويس ساكو قد تطرق إلى هذه الجائحة في أكثر من مناسبة معتبرًا أن الأزمة الصحية الراهنة تشكل مناسبة ملائمة لإعادة التفكير بإيمان أعمق، وبمجتمع أكثر تضامنًا.

 

ولفت المعاون البطريركي إلى أن الناس شعروا بالخوف الشديد خلال الأشهر السبعة المنصرمة، وقد قررت النسبة الأكبر من المواطنين المكوث في البيت تفاديًا لالتقاط العدوى. وأوضح في هذا السياق أن الكنيسة المحلية حاولت الوقوف إلى جانب الناس ومساعدتهم من خلال هبات قُدّمت للعائلات الأشد عوزًا. وأشار على سبيل المثال إلى أن كل رعية كانت توزع على المحتاجين ما يعادل ألفي دولار أمريكي كل شهر أو شهرين، وذلك من أجل شراء السلع الضرورية. كما أن الكنيسة قدمت أيضا الدعم الروحي للمؤمنين من خلال زيارة العائلات والاحتفال بالقداديس وتلاوة الصلوات عبر شبكة الإنترنت. وقال إن التضامن بين الناس هو من بين العناصر الإيجابية التي برزت خلال الأشهر الماضية، والذي عكس وجود كنيسة حية لا تهمّش أحدا.

 

وتطرق المطران يالدو أيضًا إلى إصابته بفيروس كورونا المستجد، مع ثلاث راهبات وكاهن مسن، توفي بعد بضعة أيام. وقال إنه عزل نفسَه مدة عشرة أيام في غرفته داخل مقر البطريركية، ولم يعاني من عوارض تُذكر، وقد تغلب جسمه على الفيروس بدون تلقي العلاج. وعبر سيادته في ختام حديثه لوكالة آسيا نيوز عن أمله بأن يتحسّن الوضع في المستقبل القريب، مع أن الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه، مع ذلك يبقى التفاؤل الذي تتوجه به الكنيسة إلى المؤمنين وتدعوهم اليوم للعودة إلى كنائسهم.