موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٥ يوليو / تموز ٢٠٢١
وزير الثقافة يرعى مؤتمر المركز الكاثوليكي حول تعزيز ثقافة الأخوّة والتضامن

أبونا :

 

رعا معالي وزير الثقافة الأستاذ علي العايد المؤتمر الوجاهي الأول الذي نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، صباح اليوم الاثنين الموافق 5 تموز 2021، بالتعاون مع كاريتاس الأردن، بعنوان: "كُلّنا أخوة Fratelli Tutti: حول تعزيز ثقافة الأخوّة والتضامن".

 

بعد السلام الملكي، ألقى مدير المركز الكاثوليكي الأب د. رفعت بدر كلمة أشار فيها إلى أنّنا اليوم في الأردن الحبيب، وفي العالم أجمع، نسير في سفينة واحدة، وهذه السفينة قد ارتفعت فوقها أمواج كبيرة، وموجة كورونا لم تكن الموجة الأولى، ولن تكون الموجة الأخيرة، لذلك نحن في خضم البحر نبحر ونسير، ولكننا بحاجة إلى تجذير وتعميق للثقافة الحقيقيّة، الثقافة البانيّة، التي تُعطي وتبشّر بالخير في المستقبل، والثقافة التي تضع الرجاء في النفوس، والرجاء الذي يتخطى الأمل البسيط، لكي يُبصر الإنسان حياة كريمة حرّة رائدة ومبدعة في كافة مجالات الحضور الإنساني في هذا الوجود.
 

وقال: ونحن نحتفل بمئوية تأسيس هذا الوطن العتيد، فإنّنا لا نريد أن نخلق هذه الثقافة بل أن نعزّزها. فالأردن، ومنذ تأسيسه، تميّز بثقافة الانفتاح، فقد قال البابا يوحنا بولس الثاني حين استقبله جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2000: ’هنيئًا لكم أيها الأردنيون حُسن الضيافة والانفتاح‘. كما تميّز بثقافة التقبّل وقد صدّرنا للعالم أجمع مبادرات إنسانيّة راسخة أصبحت مبادرات دوليّة في مجال الحوار وتقبّل الآخر، وبالأخص التقبّل الديني. ومن ثقافتنا أيضًا ثقافة الاستقبال، سواء كانوا حجاجًا أو سائحين، أو عمالاً ومستثمرين، أو مهجّرين ولاجئين. فالأردن يُحسن الاستقبال والاحتضان والتقبّل، كما يُحسن مداواة الجروح بزيت أردنيّ كريم مضياف.

وألقى راعي المؤتمر معالي الوزير العايد كلمة أكد فيها إلى أن الأردن يقدّم نموذجًا في التآخي الإنساني والديني والقيمي، ويؤسس لحركة علمية دؤوبة تسير في اتجاه تعميق كل المعاني المشتركة بين بني البشر على اختلاف عقائدهم ومنطلقاتهم الفكرية، ويسعى لترسيخ منظومة أخلاقية تقوم على الأخوة والتضامن، وتعزيز أسس التعددية وقبول الآخر ورفض أي شيء يمسّ بمعتقده أو منجزه الذي يعتبر منجزًا إنسانيًا مشتركًا، مشددًا على أن الإنسانية التي ننتسب لها جميعًا ترفض الكراهيّة، وترفض التطرّف، وتؤمن تمامًا بالعيش بوئام وسلام ومحبة.

 

وقال: إننا اليوم، وبعد مرور مائة عام من البناء القيمي والإنساني الذي أسهمت فيه جميع شرائح المجتمع الأردني، نؤكد للعالم أن المملكة الأردنية الهاشمية دولة الوئام والمحبة والتضامن الإنساني في شتى مجالات الحياة وبين شتى أبناء هذا الوطن من مختلف منابته وأصوله. وبأنّ هذه الدولة الراسخة البنيان ترسل للعالم رسائل واضحة على رأسها أننا جميعًا متفقون على حاجاتنا إلى التضامن الإنساني والقدرة على التواصل بين أبناء المجتمع الواحد، وأنها تشكّل ضمانة حقيقية لترسيخ التعاون الذي يفضي حتمًا إلى المحبة".

 

وقدّم النائب البطريركي العام للاتين في القدس المطران وليم شوملي الأعمدة التي تقوم عليها الرسالة البابويّة العامّة "كلنا أخوة"، التي وقعها قداسة البابا فرنسيس، زمن الوباء، وتحديدًا في تشرين الأول من العام الماضي، ومن بينها: ترسيخ ثقافة الحوار وقبول الآخر والتفاهم والتسامح والاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين، وتحقيق العيش المشترك على مبدأ أن الآخر هو أخ لي في الإنسانية والوطن، والعمل في الوطن الواحد كمواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، وتعظيم الجوامع بين الديانتين لا الفوارق على اعتبار أن ما يجمع هو أكثر مما يفرّق.

 

وشّد على دور المسؤولين الدينيين والسياسيين والإعلاميين في نشر رسالة التآخي في كل مكان وزمان، مع إيلاء الأهمية للأجيال الصاعدة في المدارس والجامعات، فإذا آمن الأجيال الصاعدة بالأخوّة الإنسانيّة التي تنادي بها الأديان الإبراهيمية فإننا نعيش في وئام وسلام ومحبّة، وإلا فإن ثقافة الإقصاء ستتحوّل إلى ثقافة موت وفناء للبشريّة جمعاء.

هذا وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات، كانت الجلسة الأولى بعنوان: "العمل الإنساني ودور الإعلام والخطيط"، وتحدّث فيها مدير جمعية الكاريتاس الأردنية السيد وائل سليمان، والباحث والأكاديمي د. محمد ربابعة، والدكتورة أماني جرّار، فيما أدارتها د. مارسيل جوينات.

 

أما الجلسة الثانية فحملت عنوان: "دور الأديان في تمتين علاقات الأخوّة في عالم اليوم"، وأدارتها د. بيان شبول، وتحدّث فيها الباحث والمفكر الإسلامي د. ربيع العايدي، ومدير عام مركز سيدة السلام الأب د. شوقي بطريان، ودكتور الفلسفة رامي نفاع.
 

أما الجلسة الأخيرة فأدارتها د. هبة حدادين، وتطرّقت لمبادرات وخبرات حول العمل التطوعي لتمتين الأخوة الإنسانية، وتحدّث فيها منسقة مشروع الطوارىء في كاريتاس مي دبابنة، والناشط المجتمعي محمد القرالة متحدثًا عن مبادرة "مسار الخير"، والمديرة التنفيذية لجمعية الشابات المسيحيات في عمّان رولا حبايبة، والراهبة سيسيل حجازين متحدثة عن مبادرة "سفراء الأمل للحدّ من الإتجار بالبشر".

 

 

للمزيد من الصور