موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الجمعة، ٢٣ ابريل / نيسان ٢٠٢١
محاربة الإرهاب والتطرف بزرع ثقافة اللقاء ومساعدة العائلات وتعليم القيم الدينية الحقيقية

فاتيكان نيوز :

 

شارك المطران يانوش أوربانشيك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يومَي 20 و21 نيسان في مؤتمر للمنظمة حول محاربة الإرهاب.

 

وفي مداخلته في اليوم الأول تحدث عن ضرورة مواحهة الأسباب العميقة للتطرف العنيف والراديكالية التي تقود إلى الإرهاب، فتوقف أولا عند هذه الظاهرة واصفا إياها بالمركبة حيث تحركها عوامل نفسية واجتماعية اقتصادية، سياسية وإيديولوجية. وأضاف أنها تجد لها أرضًا خصبة في ثقافة الاستغلال الحالية التي ترى في الشخص فردا يمكن استغلاله ثم إقصاؤه.

 

وتابع أن هذا العامل قد تفاقم بسبب الوباء الحالي، مشيرًا إلى أن حالة الطوارئ الصحية قد وفرت للمنظمات المتطرفة والإرهابية سبلا جديدة، وذلك عبر استغلال مشاعر الضعف والعزلة، من أجل تكثيف تجنيد الأشخاص ونشر الكراهية والعنف. وأراد المطران أوربانشيك التذكير في هذا السياق باستغلال المنظمات الإرهابية للدين من أجل بلوغ أهدافها، ولهذا شدد المراقب الدائم على أن الإرهاب ليس نتاج الدين بل هو ثمرة استغلال الدين أو التفسير الخاطئ له. وللرد على هذه الظاهرة على الصعيد العالمي وعلى المدى الطويل لا يمكن الاقتصار على تطبيق القانون أو الإجراءات الأمنية، بل هناك حاجة يالأحرى إلى العمل على زرع ثقافة اللقاء التي تعزز الاحترام المتبادل والحوار، اللذين هما جر أساس لمجتمع سلمي يشمل الجميع. وختم مداخلته مؤكدا أن هذا، وإلى جانب التعليم الحقيقي للأديان، يمكنه الإسهام بشكل فعال في مواجهة الأسباب العميقة للإرهاب. 

 

أما في مداخلته خلال ثاني أيام أعمال المؤتمر الأربعاء 21 نيسان، فتحدث المطران أوربانشيك عن نجاح المنظمات المتطرفة رغم الوباء في التكيف بشكل سريع مع الظروف الجديد مستفيدة من التبعات الاجتماعية والاقتصادية لحالة الطوارئ الصحية. وتابع أن الإرهاب والتطرف، وكفيروس مُعدٍ، يشكلان تهديدا منتشرا وفي تطور مستمر، تهديدا لا يسلم منه أحد.

 

ثم توقف عند ما يمكن للجماعة الدولية عمله للوقاية من هذه الظاهرة أو تهميشها، وقدم عددا من المقترحات في طليعتها الحيلولة دون ردكلة الشباب وذلك بأن توفَّر لهم فرص تعليم وعمل إلى جانب برامح إعادة تأهيل وإعادة دمج. تأتي بعد ذلك مساعدة النواة الأساسية للمجتمع وللبشرية أي العائلة. وذكَّر المراقب الدائم بأن الشباب غالبا ما يسقطون في شباك الراديكالية عبر الشبكة في المقام الأول وذلك حين تغيب التربية ويغيب الانتباه في البيت، ومن الضروري بالتالي أن يربي الآباء أبناءهم على القيم الأساسية القادرة على زرع العدالة والسلام في المجتمع. وسلط المطران أوربانشيك الضوء أيضا على دور الجماعات الدينية وقدرتها على لمس العلامات الأولى للراديكالية لدى الأشخاص.

 

وختم مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مذكرًا لوثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقعها البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيب في أبوظبي في شباط 2019، وقال إن الوثيقة قد أكدت أهمية دور الأديان في بناء السلام في العالم، كما وأكدت قدرتها على مواجهة الراديكالية والتطرف من خلال إيقاظها الوعي الديني لدى الأجيال الجديدة عبر تربية سليمة وتعاليم دينية حقيقية.