موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٧ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
كلمة البطريرك بيتسابالا في تخريج ثلاثة أفواج من الجامعة الأمريكيّة في مادبا
البطريرك بيتسابالا يلقي كلمته في حفل تخريج ثلاثة أفواج من الجامعة الأمريكيّة في مادبا (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

البطريرك بيتسابالا يلقي كلمته في حفل تخريج ثلاثة أفواج من الجامعة الأمريكيّة في مادبا (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

منير بيوك :

 

رعا غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، مساء الجمعة 16 أيلول 2022، الاحتفال الذي نظمته الجامعة الأميركيّة في مادبا، بمناسبة تخريج الفوج السادس من طالباتها وطلابها للأعوام 2020، 2021 و2022.

 

وحضر الاحتفاليّة الحاشدة التي أقيمت في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب في عمّان، رئيس مجلس أمناء الجامعة والنائب البطريركي العام للاتين المطران وليم شوملي، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور مأمون عكروش، إلى جانب أعضاء مجلس أمناء الجامعة، وعمداء الكليات، والأساتذة المحاضرين والإداريين والموظفين، والخريجين وذويهم، وشخصيات دينية ومدنيّة ومجتمعيّة.

 

وفيما يلي الكلمة التي ألقاها البطريرك بيتسابالا:

 

أصحاب السعادة،

أعضاء مجلس الأمناء،

الإداريون والأكاديميون،

الخريجون وأولياء الأمور، والأصدقاء،

 

اليوم هو يوم بهجة لخريجينا، ولعائلاتهم، وللأكاديميين، والإداريين، وللمانحين، وللبطريركية اللاتينية راعية الجامعة الأمريكية في مادبا  نحن ملتزمون بتطوير هذه المؤسّسة الأكاديميّة حديثة العهد وبتقدمها.

 

إنّ فرحنا متعدّد لأن حفل التخرج قد شمل طلاب السنوات الثلاث الماضية التي أثرّت خلالها جائحة كورونا سلبًا على النظام التعليمي في العالم، وفي الأردن أيضًا. فالتعلم عن بُعد، ولو كان يتم بجديّة من طرف المحاضرين والطلاب، إلا أنه كان أقل فعاليّة من الحضور الوجاهي. إلى جانب ذلك، وجد العديد من الآباء والامهات أنفسهم عاطلين عن العمل أو أنهم  يتقاضون رواتب ضئيلة. كما كان لدى الطلاب القليل من المال لدفع رسوم جامعتهم. يسعدنا مرة أخرى عودة الطلاب إلى فصولهم الدراسيّة، وبتحسّن الاقتصاد بصورة تدريجيّة، وبالقدرة على الاحتفال اليوم رغم محن الماضي والحاضر.

إن إنشاء الجامعة الأمريكيّة في مادبا هو استمرار طبيعي لجهودنا كبطريركيّة لاتينيّة في مجال التعليم، لأننا نؤمن بقدرة التعليم على إحداث تحوّل إيجابيّ وحقيقيّ في قلوب الأجيال الشابة، وفي بناء مجتمع مزدهر وأمة قوية.

 

يقول مثل صيني شهير: "إذا كنت تخطط لسنة واحدة فقم بزراعة الأرز، وإذا كنت تخطط لعشر سنوات فقم بزراعة الأشجار، وإذا كنت تخطط لمدى الحياة فقم بتثقيف الناس". هذا ما نقوم به لتعزيز تطبيق رسالتنا ورؤيتنا ولتنفيذهما بغرض نشر الحكمة والمعرفة. فإلى جانب العلم، فإنّ رسالة الجامعة الأمريكيّة في مادبا هي أن تكون مكانًا للقيم الإنسانيّة والروحيّة بحيث تشمل تعزيز التفاهم، والتسامح، والحوار، والسلام، والإستقامة الأخلاقيّة وتنفيذها في الحياة اليوميّة.

فعلى المستوى الأكاديميّ، تواصل الجامعة الأمريكيّة في مادبا تقديم برامج جديدة. ففي العام الماضي، تقدّمت الجامعة بطلب الموافقة على تخصصين جديدين: الأوّل في الأمن السيبراني، والآخر في درجة الماجستير بتخصص إدارة الأعمال وتحليلات الأعمال. ويلي ذلك برامج أخرى ناجحة مثل إدارة الموارد البشريّة، والفنون التطبيقيّة، والتصميم والاتصال المرئيّ، والذكاء الاصطناعيّ، والمختبرات الطبيّة، وعلم الكمبيوتر، وإدارة المخاطر، والهندسة المعماريّة، والصيدلة حيث تستمر للعام الرابع على التوالي في الحصول على الدرجة الأولى في امتحانات البورد الأردنيّ للصيادلة.

 

وفي منحى آخر، لدينا مجلس أمناء جديد. لا أريد تفويت هذه المناسبة لأشكر أعضاءه الذين رافقوا الجامعة الأمريكيّة في مادبا في رحلتها لتكون جامعة حديثة من الدرجة الأولى ولتستمر كذلك. أنا ممتن لكل واحد منهم وكذلك لرئيس الجامعه الجديد، الدكتور مأمون عكروش، وللعاملين معه الذين يعملون بجد لتطوير الجامعة.

أهنئ جميع الطلاب، ومنهم الأردنيين الذين يشكّلون معظم الخريجين، ولكن أيضًا القادمين من فلسطين، وسورية، والعراق، ومصر، والمملكة العربيّة السعوديّة، ومن دول أخرى. كما تفتخر الجامعة حقًا بتنوعها الطلابي الذي ينتمون إلى أربعة وعشرين جنسيّة.

 

وأعرب عن امتناني العميق للسلطات الأردنيّة، وبخاصة لملكنا المحبوب عبدالله الثاني، وإلى وزارة التعليم العالي للتعاون المستمر، إضافة إلى موظفينا ومعلمينا لتفانيهم، ولكم أيضًا خريجينا الأعزاء، فأنتم أمل أهلكم ووطنكم العزيز. أعزائي الموظفين والطلاب، دعونا نبني معًا مجتمعًا قويًّا ومبهجًا، يتسم بالرحمة وبالتعاون بين المعلمين والطلاب من أجل الصالح العام لأردننا الحبيب.

 

إن شاء الله نحتفل كل سنة بنجاح طلابنا وتفوقهم.

 

مبروك وألف مبروك.