موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١
قداس شكر بمناسبة اليوبيل الفضي للمكرسة على البتوليّة سوسن جريس قبعين
المكرسة سوسن قبعين تجدد نذر تكريسها على البتوليّة من أجل المسيح خلال القداس (تصوير: سورين خودانيان / أبونا)

المكرسة سوسن قبعين تجدد نذر تكريسها على البتوليّة من أجل المسيح خلال القداس (تصوير: سورين خودانيان / أبونا)

أبونا :

 

ترأس النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي، مساء الأحد 19 أيلول 2021، قداس شكر بمناسبة الاحتفال بمرور 25 عامًا (اليوبيل الفضي) لتكريس الأخت سوسن جريس قبعين، وذلك في كنيسة شهداء الأردن بمنطقة مرج الحمام، بالعاصمة عمّان، بمشاركة المطران سليم الصائغ، وكاهن الرعيّة الأب أشرف النمري، ولفيف من الكهنة والشمامسة والشدايقة والراهبات، وحشد من المؤمنين.

 

في بداية القداس، ألقى الأب حنا كلداني كلمة خاطب فيها المكرسة قبعين والتي تحتفل في هذا القداس بيوبيل تكريسها الفضي. وقال: "25 سنة من التكريس، كُنتِ فيها قريبة من هذه الرعيّة، ومن الرعايا، ومن الأساقفة والكهنة والراهبات، ومن أيضًا العائلات. 25 سنة من الصلاة والصمت والعمل. إنها سنوات طويلة جميلة مثمرة. لقد كنتِ دائمًا قريبة من الجميع".

 

أضاف: "التكريس ليس جديدًا في عائلتك، فقد سبقتك الأخت ألبرتين. العائلة كلها فيها رائحة وعبق التكريس. ويا سوسن أنت مذكورة في العهد القديم ’سوسنة الأوديّة‘؛ كالسوسنة بين الشوك، ولكن في العهد الجديد صرت ’السوسنة بين السوسن‘ في كل الكنيسة، بين الورود والزنابق. لقد أردتِ التكريس بإطار جديد قديم في الكنيسة، هو التكريس في العالم، وهذا النوع من التكريس قد ذكره المطران سليم الصائغ بإسهاب في كتابه ’عذارى من أجل المسيح‘، فنقلتِ التكريس من داخل الأديرة إلى العالم، وحملتِ رسالة المسيح. أنتِ هدية الكنيسة لنا، وهدية نعمة الرب لعائلتك ولرعيّة مرج الحمام".
 

وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، جدّدت الأخت سوسن نذر التكريس والأمانة للسيد المسيح. ورفعت الصلاة التاليّة: "أيها الآب المكرّم، إنّي اتكالاً على نعمة الله، أُعلن بين يديك، وعلى مسمع جمهور المؤمنين الحاضرين، أنني أنذر لله البتوليّة المباركة نذرًا أبديًا، وأتبع المسيح دون سواه مدى الحياة. آمين".

 

وألقى المطران شوملي عظة تطرّق فيها إلى معاني الحياة المكرسّة على البتوليّة. وأوضح بأنّ في كل أبرشية، وإلى جانب الرهبان والراهبات، "هنالك مكرسات على البتوليّة، اللواتي لا يعشّن في دير إنما وسط العالم، ويعملنّ في الوظائف العاديّة، إنما يكون السيد المسيح لهنّ المحبوب الأول والمخدوم الأول. ويهمّ المكرسة أن تجعل المسيح دائمًا محبوبًا ومعروفًا ومخدومًا من قبل الجميع. إنّ المكرسة هي إنسانة اختبرت في لحظة من لحظات حياتها أن يسوع هو الكنز الثمين الذي يستحق أن تبيع من أجله كلّ شيء مقابل أن يكون هذا الكنز لها. هي إنسانة اختبرت جمال العهد والمودة والعلاقة الدائمة مع الله".

 

وأشار سيادته إلى أنّه في الأبرشية هنالك سبع مكرسات يعشن التكريس بفرح، ويمارسنّ السجود القرباني كل أسبوع، ويصلينّ يوميًا صلاة الساعات، ويرفعنّ الدعاء من أجل نيات الكنيسة المحليّة والجامعة. وقدّم المطران شوملي التهنئة للمكرّسة قبعين، كما ولجميع المكرسات، وللمطران سليم الصائغ الذي أسس حركة المكرسات على البتوليّة في الأردن، داعيًا المكرسات إلى مرافقة مريم العذراء، المكرسة الأولى، وقال: "دعوها تقود خطواتكنّ أيتها المكرّسات، عودوا دائمًا إليها، واستعينوا بها بكلٍ ثقة وتواضع، خصوصًا في اللحظات الصعبة. ولها نقول يا عذراء العذارى صلّ من أجل كلّ المكرسات، اليوم وكل يوم آمين".

تاريخ الحياة المكرسة على البتوليّة

 

وقبل ختام القداس، ألقت المكرّسة قبعين كلمة شكرت فيها حضور هذه المناسبة التي تسطّر مرور 25 عامًا لتكريسها على البتوليّة من أجل المسيح في أبرشية البطريركيّة اللاتينيّة الأورشليمية. وقالت: "عندما بدأتُ أتفتح على الحياة أحببتُ الكنيسة، فانتسبت لحركة الشبيبة التي زرعت فيّ حبّ العطاء والبذل. وقد ساعدني انتمائي لها على اكتشاف دعوتي في البتوليّة المكرسة في إطار الحياة العلمانيّة. وكانت حركة البتوليّة المكرسة قد بدأت سنة 1990، فانضممت لها. وفي مخيم عام 1990 نذرت نفسي أمام القربان المقدس بأن أكون مكرسة له. قمتُ بذلك دون علم أحد، بيني وبين يسوع فقط، بكل حبّي وحريتي. أما رسميًا فقد نذرت النذر المؤقت عام 1993 ونلت نعمة التكريس عروسًا للمسيح إلى الأبد في 6 أيلول عام 1996".

 

أضافت: "كثيرون في بلادنا المقدسة ليس لهم فكرة واضحة عن البتوليّة المكرّسة من أجل المسيح، وما هي رسالتها في الكنيسة. اختصر وأقول: قبل أن تنشأ الرهبانيات بمئات السنوات، وقبل أن إمكانيّة أن تصبح الفتاة راهبة وتعيش في دير، كانت الحياة المكرسة للمسيح في الحياة العلمانيّة هي الطريق الوحيد للتكريس. ومن أقدم المراجع بشأنها ما جاء في رسالة القديس أغناطيوس الأنطاكي الشهيد إلى كنيسة أزمير سنة 110. وجدير بالذكر بأنّ القديسات الشهيدات أغنيسيا وأغاثا وسيسيليا ولوسيا المذكورات في الصلاة الإفخارستيّة الأولى هن بتولات مكرسات وقد نلن نعمة الاستشهاد في سبيل المسيح. وفي القرن السادس كثرت تدريجيًا الحياة الرهبانيّة، فخفّ التوجّه إلى حياة التكريس في الحياة العلمانيّة، وبقي التكريس قائمًا في إنجلترا حتى القرن السادس عشر".

 

وأضافت: "لقد أعاد البابا القديس بولس السادس، وبعد المجمع الفاتيكاني الثاني، التكريس على البتوليّة إلى حياة الكنيسة الكاثوليكيّة. وفي شهر أيار عام 1970 أصدر مجمع العبادة المقدسة وتنظيم الأسرار كتاب طقوس تكريس العذارى. كذلك، فإنّ الحق القانوني للكنيسة الذي صدر عام 1984، نصّ في المادة 604 على أنّ فئة العذراى اللواتي يعربنّ عن قصدهنّ المقدس على اتباع المسيح عن كثب، ليقوم الأسقف الأبرشيّ بتكريسهنّ لله بموجب طقوس ليتورجيّة مُصادق عليها، وينتمينّ بصورة سريّة إلى المسيح ابن الله، فيقفن حياتهنّ على خدمة الكنيسة. واليوم يبلغ عدد المكرسات في العالم أكثر من 10 آلاف مكرسة. وبالإضافة إلى الأسقف المحليّ، لهنّ مرجعيتهنّ العُليا في روما مثل سائر أنواع التكريس في الكنيسة".

 

 

للمزيد من الصور