موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١ ابريل / نيسان ٢٠٢١
رسالة حول آلام الرّب: «فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم أَقْصى حُدودِه»

القدّيس توماس مور، رجل دولة إنكليزيّ وشهيد :

 

"قبلَ عيدِ الفِصح، كانَ يسوعُ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إِلى أَبيه، وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم أَقْصى حُدودِه" (يو 13: 1)... لقد سُمّي يوحنا خاصّة في الإنجيل "التلميذ الذي أحبّه يسوع". هذا التلميذ هو الذي سلّط الضوء هنا بكلماته على أنّ مخلّصنا الذي كان يحبّ يوحنا للغاية، كان وفيًّا بحبّه.

 

ذلك أنّ هذه الكلمات كان يتبعها مباشرة نصّ آلام الرّب يسوع المُرّة، ابتداءً من العشاء الأخير، مرورًا بخدمة غسل الأرجل المتواضعة التي قام بها الرّب يسوع لتلاميذه، ثمّ بإرسال الخائن إلى الخارج. ثمّ تعليم الرّب يسوع، وصلاته، واعتقاله، ومحاكمته، وجلده، وصلبه وكلّ المأساة المؤلمة لآلامه المرُّة.

 

قبل كلّ ذلك، ذكر يوحنا هذه الكلمات، ليفهمنا أنّ الرّب يسوع قد قام بكلّ ذلك جرّاء حبّه الخالص لنا. وقد أظهر هذا الحبّ لتلاميذه أثناء العشاء الأخير، حين أكّد لهم أنّهم حين يحبّون بعضهم بعضًا، يحذون حذوه. لأنّه أحبّ الذين أحبّهم حتّى الغاية وكان يأمل بأن يصنعوا ما صنع إليهم. لم يكن الربّ غير ثابت في حبّه، كما الناس الذين يحبّون بشكل عابر، ويتخلّون في المناسبة الأولى، والأصدقاء الذين يغدون أعداء، كما فعل الخائن يهوذا. أمّا الرّب يسوع، فقد ثابر في حبّه حتّى النهاية، حتّى إنّه وصل إلى هذه النهاية المؤلمة بسبب هذا الحبّ. وليس فقط لأولئك الذين كانوا أصدقاء له، بل لأعدائه حتّى يصبحوا أصدقاءه. لا لمصلحته، بل لمصلحتهم.