موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٠ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
رؤساء كنائس القدس في رسالة الفصح 2020: نعمة القيامة تمدنا بالأمل والشفاء والانتصار على الوباء
إن قوة ونعمة القيامة تمدّنا بالأمل والشفاء والانتصار على هذا الوباء وجميع المواقف المظلمة.
القيامة هي تأكيدٌ لنا أن الله موجود حتى في خضم الموت والمعاناة

القيامة هي تأكيدٌ لنا أن الله موجود حتى في خضم الموت والمعاناة

أبونا :

 

"لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ!" (لوقا 24: 5-6)

 

نحن البطاركة ورؤساء كنائس القدس، نحييّ جميع رعايانا والمسيحيين في جميع أنحاء العالم ببركة ربنا القائم من بين الأموات. عيد القيامة هو وقت لتجديد الأمل والشفاء والانتصار على جميع أشكال الموت والدمار. حالةٌ من الخوف والقلق والغموض يعيشها العالم في هذا الوقت، حيث يواجه جائحة العصر كوفيد-19... خسائرٌ بشريةٌ وماديةٌ وحزنٌ وقلق وتزايد حالات الإصابة بالمرض في معظم البلدان.

 

مدينة القدس، مدينة القبر الفارغ، والقيامة، خالية من الحجاج، والكنائس تنتظر عودة المصلين لإعلان رسالة عيد القيامة المجيدة. الاحتفال بالصوم الكبير وبالأسبوع المقدس وبعيد الفصح هذا العام، محاط بالعديد من التساؤلات والتعقيدات والشكوك، خاصة في ضوء معاناة ومرض وموت العديد من الناس في مختلف أرجاء المعمورة، كل ذلك أدى إلى إغلاقات ومنع التجوال وحجر صحيّ وجمود الحياة بنواحيها المتعددة.

 

تحدى الفايروس التاجي شعوبنا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا واقتصادنا العالمي وصحتنا العالمية، فماذا يعني ذلك؟ نحن نؤمن أن إلهنا هو إله الأحياء وليس الأموات. القيامة هي تأكيدٌ لنا أن الله موجود حتى في خضم الموت والمعاناة. وجود الله وموت المسيح يمنحنا النصر والغلبة. تدعو القيامة، البشرية أجمع إلى عيش زمن التجديد سائرين في طريق نحو مستقبل مشرق بعيدًا عن القمع والتمييز والجوع والظلم والحروب. ليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها عالمنا جائحة. ومع ذلك، فإن مسؤوليتنا الحالية كأشخاص مؤمنين وأصحاب النوايا الحسنة هي تقديم العزاء لأولئك الذين يحزنون، والدعاء بشفاء المرضى، والعمل لمساعدة المحتاجين.

 

رسالة عيد الفصح هذه، من قلب القدس، هي تذكير بالقيامة نفسها: "لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ!" رسالتنا كمسيحيين وبشر هي الحث على تقديم الدعم لبعضنا البعض ومواصلة الصلاة من أجل جميع الناس خلال هذا الوباء. إن ضعفنا البشري مدعوم بواسطة صليب المسيح بقوة الله؛ كتب القديس بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس (13: 4): "إنه وإن كان قد صُلِبَ من ضعفٍ لكنه حيٌّ بقوة الله فنحن أيضًا ضعفاء فيه لكننا سنحيا معه بقوة الله"... إن قوة ونعمة القيامة تمدّنا بالأمل والشفاء والانتصار على هذا الوباء وجميع المواقف المظلمة.

 

لنتذكّر في عيد الفصح هذا ونذكّر جميع من حولنا، أنّ لا شيء يعيق أخبار القيامة السارة التي سنطلقها مدويّة إلى كل العالم بهللويا من القدس التي لن تشهد عيداً هذا العام. الكنيسة هي جسد المسيح، ربنا القائم من بين الأموات، ونحن شعب مرعاه. كمسيحيين، دعونا نعلن معًا قيامة ربنا من بين الأموات، قائلين هاتفين بصوت واحد: "المسيح قام! حقًا قام. هللويا!".