موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
حراسة الأراضي المقدسة تحيي ذكرى مذبحة الأطفال الأبرياء في بيت لحم

حراسة الأراضي المقدسة :

 

بعد الميلاد بثلاثة أيام، تحتفل بيت لحم بعيد آخر مهم هو عيد الأطفال الأبرياء. وفي الثامن والعشرين من كانون الأول، تحيي الكنيسة ذكرى الحادثة التي رواها القديس متى في انجيله (2: 1 -16)، في شأن المذبحة التي تعرض لها أطفال بيت لحم الذين لهم من العمر سنتين فما أقل، وكان هيرودس قد أمر بذلك في محاولة لقتل يسوع، بعد ان أخبره المجوس بنبأ مولد المسيح.

 

وقد أقيم الاحتفال في المكان الذي توجد فيه، بحسب التقليد، قبور الأطفال الأبرياء، وحيث كانت هناك لربما حفرة مشتركة. إنها مغارة الأطفال الأبرياء القديسين، المحاذية لمغارة القديس يوسف، المتصلة بدورها بمغارة الميلاد عبر ممر قصير، يتم فتحه فقط أثناء الاحتفالات الليتورجية. هناك، يُعتقد بأن الملاك قد كلّم في الحلم يوسف، آمراً إياه بالهرب إلى مصر وإنقاذ يسوع من المذبحة التي أمر بتنفيذها هيرودس.

 

وعند مذبح القديس يوسف بالتحديد، أقيمت الذبيحة الإلهية بمناسبة عيد الأطفال الأبرياء، والتي شارك فيها الرهبان الفرنسيسكان المقيمون في دير بيت لحم، إضافة إلى بعض أعضاء الجمعيات الرهبانية المحلية، لم يتجاوز عددهم الأربعين شخصاً. لم يكن بإمكان نائب الحارس في هذا العام ترأس هذا الإحتفال،كما جرت العادةـ وذلك بسبب صعوبة التنقل من جراء الاغلاق الجديد الذي فرضته السلطات الإسرائيلية في محاولة لمنع المزيد من انتشار فيروس كورونا.

 

من ناحيته، أردف حارس الدير الفرنسيسكاني في بيت لحم، الأب لويس اينريكيسيغوفيا ماري، قائلاً: "يهدف احتفال اليوم إلى إحياء ذكرى الأطفال الذين قُتِلوا قبل سنوات طويلة في موقع الأطفال الأبرياء. يُظهر لنا الإنجيل ملكاً وطفلاً، والمواجهة بين الخير والشر، وبين النور والظلام. وفي النهاية، لا يكون النصر للشر بل للخير دائماً. فلنتنبّه اذا اليوم أيضاً إلى هؤلاء الأطفال الذين لا أب ولا أم لهم وقد يمرون بأوقات صعبة". وتطرق الراهب الفرنسيسكاني فيما بعد إلى أحد المراكز التي تعتني في بيت لحم بالأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية وعائلية، وهو البيت الذي تسهر على خدمته راهبات الكلمة المتجسد في بيت لحم. وتابع قائلاً: "يوجد الكثير من الفقر بسبب الجائحة، إضافة إلى العديد من الظروف الصعبة التي يجب التعامل معها. والأطفال هم أكثر من يتألمون من ذلك. نريد أن نجدد اليوم التزامنا بألا تتكرر مثل هذه الأمور الفظيعة التي حدثت في الماضي من جديد، ولكي نحافظ على حياة أطفالنا الذين هم مستقبل جماعاتنا. كما أن هذا المكان يذكرنا بواجب احياء ذكرى جميع الأطفال الذين ماتوا دون علم منهم لماذا. هم شهادة صامتة على منح الحياة كوديعة من أجل قضية الإيمان".

 

كما وتطرق حارس الجماعة الفرنسيسكانية في بيت لحم إلى الإلتزام الذي يأخذه الرهبان التابعون للحراسة على عاتقهم في زمن الجائحة، قائلاً: "استمرت جماعتنا، سواء في بيت لحم أو في حقل الرعاة، باستقبال سائر الذين يأتون لدينا للمشاركة في الاحتفالات الخاصة بهذا المكان. بقيت أبواب الكنيسة مفتوحة دائماً، رغم عدم وجود الحجاج. إنها بالنسبة لنا خبرة جديدة، ولكن الله يريد ان يكلمنا، حتى في هذا الصمت. من خلال هذه الجائحةـ يريد الله أن يقول لنا المزيد".