موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٨ يوليو / تموز ٢٠٢٠
بيان هام من المجمع المقدس للكنيسة الروسية الأرثوذكسية حول "آيا صوفيا"

أبونا :

 

أصدر المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بيانًا أعرب فيه عن أسفه العميق للقرار التركي بتحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، موضحًا بأنّ القرار قد اتخذ دون الأخذ بعين الاعتبار للمواقف الصريحة التي عبّر عنها رؤساء الكنائس الأرثوذكسية وممثلي الدول الأجنبية والعديد من المنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان ورجال الدين من مختلف الطوائف والتقاليد الدينية.

 

وقال المجمع في بيانه: إنّ القرار قد مسّ بمشاعر ملايين المسيحيين الدينية حول العالم، مما قد يسيء إلى العلاقات المتوازنة بين الأديان، ويضعف التفاهم المتبادل بين المسيحيين والمسلمين، داخل وخارج تركيا. وأوضح بأن القرار المؤلم يأتي في وقت تتعرض فيه المسيحية للاضطهاد في العديد من الأماكن حول العالم، وفي وقت تستمر فيه هجرة المسيحيين من منطقة الشرق الأوسط.

 

ولفت بيان المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى أنّ بناء آيا صوفيا قد جاء تكريمًا للمسيح المخلص؛ وهي ما تزال كنيسة في أذهان ملايين المسيحيين. وبالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية بشكل خاص، فإن لهذه الكاتدرائية أهميّة تاريخيّة وروحيّة خاصة.

 

وتوجه المجمع إلى الكنائس الأرثوذكسية، مبديًا أسفه الشديد بأنّ "الحدث الكئيب" قد تزامن "مع انقسام العالم الأرثوذكسي، كنتيجة مباشرة للتشريع غير القانوني للانشقاق في أوكرانيا، مما أضعف قدرتنا على مواجهة التحديات الروحية والحضارية المعاصرة. اليوم، وفي وقت يتنامى فيه المشاعر العدائية للمسيحية، وتزايد ضغوط المجتمع العلماني على الكنيسة، فهناك حاجة للوحدة أكثر من أي وقت مضى"، داعيًا "الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة للعمل معًا، بروح السلام والمحبة في المسيح، للبحث عن مخرج لهذه الأزمة".

 

وأمل المجمع المقدّس "أن تبذل السلطات التركية الخطوات اللازمة للحفاظ على الفسيفساء المسيحية التي لا تقدّر بثمن، والتي نجت حتى يومنا هذا بأعجوبة، وأن تعمل على ضمان وصول الحجاج المسيحيين إليها". وخلص إلى القول "وإذ نعرب عن أملنا في تعزيز الحفاظ على الاحترام المتبادل والتفاهم بين المؤمنين من مختلف الديانات العالميّة، فإننا ندعو المجتمع الدولي أيضًا تقديم كل مساعدة ممكنة للحفاظ على الوضع الخاص لآيا صوفيا، وهو أمر ذو أهمية خاصة ودائمة لجميع المسيحيين".