موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣٠ مايو / أيار ٢٠٢١
بطريركية القدس للاتين تخصص تبرعات هذا الأحد للمسيحيين في غزة

فاتيكان نيوز :

 

شجّع بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا جميع المؤمنين الكنائس الواقعة ضمن نطاق البطريركية على تقديم ما أمكن من تبرعات خلال قداديس صباح الأحد 30 أيار 2021، بالتزامن مع الاحتفال بعيد الثالوث الأقدس، وذلك من أجل تقديم المساعدة إلى الجماعات المسيحية المحتاجة في قطاع غزة.

 

وقد أطلق غبطته هذا النداء خلال الأيام القليلة الماضية، بهدف التضامن مع المسيحيين في القطاع الذين عانوا الأمرين بسبب الغارات والقصف المتبادل بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي. وأوضحت مصادر البطريركية أن الأموال التي سيتم جمعها ستُخصص لتلبية الاحتياجات الطارئة في أعقاب الصراع، لافتة إلى إنها تعوّل على سخاء جميع المؤمنين.

 

وقال بهذا الصدد البطريرك بيتسابالا: غداة التوترات والصراع الذي عشناه مؤخرًا، دعونا نوجه قلبنا ونظرنا إلى الأخوة والأخوات في المسيح، لاسيما أولئك المقيمين في قطاع غزة، والمناطق التي تعرضت للأضرار نتيجة أحد عشر يوما من تبادل النيران. واعتبر غبطته أن معاناة سكان القطاع تفاقمت بسبب المواجهات القاتلة والاعتداءات في وقت يرزح فيه الجميع تحت وطأة جائحة كوفيد 19، ومن هذا المنطلق دعا المؤمنين إلى تقاسم ما يملكون من موارد من أجل التخفيف من آلام ومعاناة أخوتهم المسيحيين في غزة.

 

 

السلام ممكن، إذا استند إلى العدالة

 

مبادرة بطريركية القدس للاتين لاقت ترحيبًا كبيرًا من قبل الجماعة المسيحية في القطاع، إذ أجرت وكالة الأنباء الكنسية آسيا نيوز مقابلة مع الأب غابريال رومانيلّي، من جمعية الكلمة المتجسد، والذي يخدم رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة.

 

وقال: إنّ المسيحيين هم بخير الآن وذلك بفضل حماية الرب لهم، لافتًا إلى أن أيًا من أفراد الجماعة المسيحية لم يصب بأذى خلال المواجهات المسلحة، على الرغم من كثافة القصف الذي كانت ترتجّ أمامه المنازل. وأشار إلى أهمية الدعم الروحي والاقتصادي الذي يمكن أن يُقدّم إلى الجماعة المسيحية في الأرض المقدسة.

 

وقال إنّ الدعم الروحي يتم من خلال الصلوات والتضحيات، كي يتمكن المسيحيون في القطاع من تقديم شهادتهم برجاء وطمأنينة وفرح، مضيفًا أن المسيحيين يطمحون إلى سلام دائم، لكن هذا السلام ممكن فقط إذا ما استند إلى العدالة. ولفت إلى أنه على الرغم من الحرب والقصف حافظ المسيحيون على التواصل مع بعضهم البعض، وعلى علاقات الشركة.

 

أوضح الكاهن الأرجنتيني أن العديد من المؤمنين المسيحيين عادوا اليوم إلى الكنيسة من أجل تلاوة الصلوات والمشاركة في الاحتفالات الدينية والسجود للقربان، مشيرا إلى أن الكنيسة المحلية تسعى إلى مساعدة هؤلاء على المستوى المادي. وقال الأب رومانيلي: إننا نساعد كل مَن هم من حولنا، ومعظم هؤلاء ليسوا مسيحيين بل مسلمين، ومع ذلك نريد أن نكون قريبين منهم، لأن المنطقة تعيش مرحلة "ما بعد الحرب". وقال: لقد استمر الصراع لأحد عشر يومًا فقط، لكنه تمكن من القضاء على حياة العديد من الأشخاص، ويكفي التفكير بأكثر من ستين طفلا قُتلوا خلال القصف.

 

في ختام حديثه لموقع آسيا نيوز الإلكتروني، تحدث الأب رومانيلي عن الصدمة التي أصيب بها العديد من الآباء والأمهات والأطفال الذين طُبعت في ذهنهم الصور التي شاهدوها، والمآسي وليدة القذائف والصواريخ، ناهيك عن الشظايا التي حطّمت زجاج نوافذهم. وهذا ولدّ لديهم خوفًا كبيرًا. وقال: إن الهدنة مستمرة لغاية الساعة، لكن الناس خائفون، لأنهم يعتقدون أن أعمال العنف يمكن أن تُستأنف في أي لحظة.