موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ٤ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
برحيل إلياس.. العائلة الرحبانية تفقد ثالث أركانها الموسيقية

وكالات :

 

فقدت العائلة الرحبانية في لبنان ثالث أركانها الموسيقية برحيل الموسيقار إلياس الرحباني الشقيق الأصغر للأخوين رحباني، الاثنين، عن عمر يناهز 83 عامًا.

 

ورحل الرحباني الذي طالما أثرى الموسيقى اللبنانية والعربية بأعماله بعد سنوات من الابتعاد عن الفن والظهور بسبب اشتداد المرض عليه. ونعى مشاهير وإعلاميون الموسيقار الراحل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. والرحباني موسيقي ملحن وموزع، كاتب أغان، وقائد أوركسترا، لحن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، 2000 منها عربية.

 

ولحن الرحباني وكتب مجموعة من الأغاني لعدد كبير من الفنانين المخضرمين اللبنانيين، أبرزهم فيروز، صباح، وديع الصافي، نصري شمس الدين، ملحم بركات، ماجدة الرومي وجوليا بطرس وغيرهم. وشكلت الأغاني التي لحنها وكتبها لفيروز بصمة في الذاكرة اللبنانية منها: «يا لور حبك، الأوضة المنسية، معك، يا طير الوروار، بيني وبينك، جينا الدار، قتلوني عيونا السود، يا اخوان، منقول خلصنا، ياي ياي يا ناسيني، كان الزمان، كان عنا طاحون».

 

وألف موسيقى تصويرية لـ25 فيلماً منها أفلام ومسلسلات مصرية، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو، من أشهرها موسيقى فيلم «دمي ودموعي وابتسامتي» وفيلم «حبيبتي» وفيلم «أجمل أيام حياتي» ومسلسل «عازف الليل». الرحباني المولود في مدينة إنطلياس في جبل لبنان، متزوج من نينا خليل وله منها ولدان غسان وجاد المعروفان في مجال الفن وصناعة الموسيقى في لبنان والعالم العربي. ودرس الرحباني الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية في الفترة من عامي 1945و1958، والمعهد الوطني للموسيقى (1955 - 1956)، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى.

 

أحب الرحباني الموسيقى بعد أن تعرّف اليها من خلال أخويه عاصي ومنصور اللذين يكبرانه في السن. وفي التاسعة عشرة من عمره أراد التوجه إلى روسيا ليكمل دراسته. لكن إصابة في يده اليمنى منعته من ذلك. وكان تلاشي الحلم صدمة عظيمة له. وتخلى أستاذه عن تعليمه. لكنه صمم على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي. وفي العشرين من عمره استدعته إذاعة «بي بي سي» البريطانية بفرعها في لبنان وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجًا، فكان ذلك أول عمل رسمي له بأجر بلغ 3900 ليرة لبنانية.
 

محطة رئيسية

 

كان عام 1962 محطة رئيسية في حياته؛ فقد بدأ فيه التعاون مع المغنّين المعروفين، بأغنية «ما أحلاها» للمغني نصري شمس الدين، وبدأ العمل مخرجًا ومستشارًا موسيقيًا في إذاعة لبنان، وتعرّف الى حبيبته «نينا خليل» وتزوجها. بقي في إذاعة لبنان حتى 1972، واشتغل أيضًا منتجًا موسيقيًا لدى شركات منتجة للأسطوانات. وفي 1976 سافر مع عائلته إلى باريس.

 

وقدّم إلياس للعالم مئات من الأعمال الموسيقية، أسهمت في ثراء ورقيّ الفنون العربية خلال القرن العشرين. وتلقى العديد من الجوائز، منها: جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية 1964، جائزة عن مقطوعة La Guerre Est Finie في مهرجان أثينا عام 1970، شهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية عام 1977، الجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، الجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية Mory، وجوائز في البرازيل واليونان وبلغاريا.

 

وعام 2000 كرّمته جامعة بارينجتون في واشنطن بدكتوراه فخرية، وكذلك جامعة أستورياس في إسبانيا. نُصّب عميدًا لأكاديمية روتانا لتعليم الغناء، حين تأسيسها في 2004؛ لكنه استقال منها بعد مدة قصيرة، بمبرر أن قرارات اتخذت بدون استشارته. وكان من أعضاء شرف الموسمين الـ10 والـ11 من برنامج ستار أكاديمي «للتعليق على الأداء»؛ وقد كان سابقًا من أعضاء لجنة تحكيم برنامج سوبر ستار «أراب آيدول».