موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٢ فبراير / شباط ٢٠٢٣
الوصايا العشر ولبّ المشكلة!

أشخين ديمرجيان :

 

لقد صاغ الخالق "الوصايا العشر" كي تُوجّهنا نحن البشر أخلاقيًّا. وهي أشبه بالنواميس الطبيعية التي تُسيّر هذا الكون وتحول دون زواله. ولكن ماذا مع المجتمعات التي لا تنصاع للوصايا العشر؟ لقد غرقت في بحر العالم الفاسد وحلّ بها الشقاء. وعمّت الفوضى وانهارت الأسوار الأخلاقية والدينية. وبالتالي اختارت الكفر والإلحاد. 

 

الوصايا العشر تُشدّد على قداسة الزواج، والمجتمع الحاضر نسف كلّ قيد للغرائز، واستعاض عن كرامة الزواج، بالحب المتحرر، والمساكنة، وسهّل الطلاق (أبغض الحلال بسبب ما يجرّ وراءه من ظلم لشريك/شريكة الحياة، وتشرّد الأطفال).

 

الوصايا العشر تُحاول أن ترفع من قيمة الإنسان، وتُعلّمه تقديس العمل والوقت. والمجتمع الحاضر يدفع إنسان العصر إلى الخطيئة، بتحليل كلّ محرّم، وإباحة كلّ محظور.

 

الوصايا العشر تنادي بالأمانة والإخلاص والتعامل بصدق واستقامة. ويأبى المجتمع الحاضر إلاّ الخبث والاحتيال والنصب والغش والتزوير والسرقة.

 

الوصايا العشر تُحرّم القتل (ما عدا الدفاع عن النفس). والمجتمع الحاضر يبيح الإجهاض.

 

الوصايا العشر تُحذّر من اتّباع الهوى والغرائز. وعالم اليوم لا يريد إلاّ مخالفة الوصايا ...

 

الوصايا العشر تفرض المحبّة والرأفة. وعاد الإنسان إلى شريعة الغاب ولا يعرف إلاّ الظلم والتعسف والطغيان.

 

الوصايا العشر تُشدّد على المحبّة والإخاء. والمجتمع الحاضر فضّل البغضة والاعتداء، فأصبح البشر ذئابًا تنهش بعضها.

 

 

خاتمة

 

حينما يخرج الإنسان على تعاليم الوصايا العشر يفقد إنسانيّته وحضارته وأخلاقه ويُصبح بربريًّا همجيًّا. إنّ المشكلة التي يُعاني منها العالم، ليست مشكلة ازدياد سكّان العالم التي يتشدّق بها البعض، بل هي مشكلة سياسية أخلاقية. هذا هو لبّ المشكلة... فهل تستيقظ الضمائر، ويعتمد هؤلاء في علاقاتهم مع غيرهم المحبّة والتفاهم بدل القتل والبطش؟