موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٩ يوليو / تموز ٢٠٢٠
المطران عودة: الدين ليس أداة يستعملها السياسيون، وبيوت الله ليست أماكن للشعبوية

وكالات :

 

لفت متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أن "كنيستنا هي كنيسة آبائية وقد علمنا الأباء القديسون أن نبني على تعب من سبقونا لا أن نهدم بناءهم. هكذا البشرية أيضًا لا تستطيع أن تتطور إذا بقينا نهدم التاريخ لنصنع غيره، التاريخ تراكم حقبات ومن ينكر من سبقه سينكره من يخلفه".

 

وأشار المطران عودة في عظته اليوم الأحد إلى أنّ "العالم اليوم ما عدا بعض الشواذ يبشر بالأخوة والتسامح والانفتاح والتنوع والتعدد"، مشددًا على أن "التاريخ لا يُطمَس، وفي الوقت نفسه لا يرحم. التاريخ يفضح المجرمين ولو بعد قرون، الأيقونات لا تختفي، لأن كل مؤمن هو أيقونة بذاته، إذ خلقه الله على صورته ومثاله والهياكل لا تنقض لأن كل مؤمن هو هيكل للروح القدس".

 

وأكد أن "شتان بين الإيمان المنفتح على كل آخر، وبين التزمت والتشدد الذي يعمي البصر والبصيرة. كنيسة الحكمة الإلهية شمخت عبر التاريخ والعصور رغم احتراقها عدة مرات وتعرضها للزوال وتغيير وجهة استعملاها، لكنها ستبقى شامخة لأنها تحفة فنية شاهدة على عصرها الأمر الذي لن يستطيع أحد تغييره أو انكاره"، معتبرًا أنّ "إنكار التاريخ ليس بطولة ومحو الآثار المسيحية لن يمحو المسيحيين".

 

وتساءل: "كيف يفسر تحويل متحف كان كنيسة الى مسجد في زمن أحوج ما يكون الإنسان فيه إلى طي صفحات الطغيان والحروب السوداء؟"، مشددًا على أن "الشعبية السياسية لا تُبنى على أنقاض الكنائس، وإنكار التاريخ ليس بطولة". وخلص المطران عودة في عظة الأحد إلى القول: أضاف: "إنّ رأس الحكمة وكمالها وتاجها وأصلها هي مخافة الرب. نحن نخاف الرب ونؤمن به وبحكمته ومشيئته لذلك لن نتزعزع أبدًا والذين يظنون أنهم يستطيعون أن يغلبوا المتوكلين على الرب فهم واهمون. يجب أن نبقى صادمين بوجه الرياح العاصفة ولكل تعصب قادم لأن الحق لا يموت".