موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٨ مارس / آذار ٢٠٢١
المطران شوملي يترأس قداس أربعاء الرماد، إيذانًا ببدء زمن الصوم الكبير في الأردن
يُشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية الأردن تعتمد التقويم اليولياني (المعروف شعبيًا بالشرقي) في الاحتفال بعيد الفصح.
الأب رفعت بدر يضع الرماد على جبين المطران شوملي خلال قداس أربعاء الرماد، 17 آذار 2021

الأب رفعت بدر يضع الرماد على جبين المطران شوملي خلال قداس أربعاء الرماد، 17 آذار 2021

أبونا :

 

ترأس النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي قداس أربعاء الرماد في كنيسة قلب يسوع الأقدس، في منطقة تلاع العلي، غرب العاصمة عمّان، بمشاركة كاهن الرعيّة الأب رفعت بدر، والكاهن المساعد الأب سيمون حجازين، وعدد من أبناء الرعيّة.

 

وخلال القداس الذي بثّه المركز الكاثوليكي للإعلام عبر صفحات موقع أبونا الإلكترونيّة، وضع مترئس الاحتفال القليل من الرماد، المصنوع من أغضان النخيل والزيتون الجافة والمحروقة، على جباه المؤمنين، وهو يردّد: "أُذكر يا إنسان أنك تراب، وإلى التراب ستعود"، إيذانًا ببدء زمن الصوم الأربعيني الكبير، فيما أنشدت الجوقة ترنيمة "قلبًا نقيًا أخلق فيّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّد في أحشائي".

 

وأوضح سيادته بأن الرماد "يذكرنا بقصر الحياة وبحتمية الموت، وبهشاشة عمر الإنسان. ولا حرج أن نفكر اليوم بنهاياتنا، لأننا ننسى كثيرًا في غوغاء هذه الحياة اليومية، ونظن أننا نعيش مخلدين، ونتمسك بالحياة الدُنيا وكأنها دائمة لنا. إنّ الحقيقة هي عكس ذلك، إنّ تذكر الموت يجعلنا نتمسّك بالأمور الباقيّة وترك الأمور الزائفة التي تبعدنا عن الله، الذي هو غاية وجودنا وسعادتنا".

 

وأشار النائب البطريركي إلى أن ذرّ الرماد على الجباه يذكرنا بقيمة حياة الإنسان، ليس بعدد السنين، بل كيف نملأ هذه السنين بطاعة الله وأعمال البر والصلاح، لافتًا إلى أنّ السيد المسيح يحثنا على ثلاثة أمور أساسيّة مع بدء زمن الصوم، ألا وهي: الصدقة، الصلاة والصوم. وتوقف المطران شوملي عند أهميّة الصدقة، سيما في هذه الأيام، مشيرًا إلى إمكانيّة أن تكون ماديّة، وروحيّة أيضًا كمغفرة الإساءة، تعزية الحزانى، زرع الفرح والأمل في قلوب اليائسين، زيارة المرضى وتعزية الفاقدين.

 

أما الصلاة فلفت سيادته إلى أنها ارتفاع النفس إلى الله، وهي الحديث معه والإصغاء إليه، وأن نعكس قداسة الله لمن هم حولنا من خلال تبني تطويباته وعمل مشيئته، داعيًا المؤمنين إلى الصلاة الفردية والجماعية، وخاصة الصلاة الدائمة غير المقتصرة على زمان ومكان. وقال: إنّ "جائحة كورونا حرمت الكثيرين من الصلاة داخل الكنيسة، إما بسبب الحظر أو بسبب الخوف. ولكنها بالمقابل عمّقت الحاجة إلى الصلاة البيتية، وجعلت من كل بيت كنيسةً فيه نتحّدث إلى الله ويتحدّث الله إلينا".

 

أما الصوم، فأشار المطران شوملي إلى أن "معناه الحرفي هو حرمان الجسد من الطعام أو من بعض أنواع الأطعمة"، فمن خلال الصوم تكبح الرذائل، وتسمو النفس، وتتقوّى الإرادة البشرية المجروحة بالخطيئة، وبالصوم أيضًا ننال من الله القوة والثواب. ولفت سيادته إلى أن الكنيسة تفرض الحد الأدنى من الصوم (كالانقطاع عن اللحم والزفر أيام الأربعاء والجمعة طيلة الزمن الأربعيني)، لكن لكلّ واحد أن يختار صيامه، فنحن لسنا قصّرًا والكنيسة بدورها تعامل المؤمنين كناضجين.