موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٩ ابريل / نيسان ٢٠٢١
المطران باليا: لولا العائلات لكان من المستحيل مقاومة مأساة الوباء

فاتيكان نيوز :

 

موسم جديد للسياسات العائليّة التي تبدأ بالشيك الموحَّد –وهو عبارة عن مساعدة ماليّة للعائلات–  وتحولها من موضوع منقسم إلى موضوع موحد. هذه هي أحد الأفكار التي توقّفت عندها ندوة "موارد للعائلة، العائلة كمورد" والتي شاركت فيها وزيرة العائلة وتكافؤ الفرص، إيلينا بونيتي، في ناقش مع معهد يوحنّا بولس الثاني الحبري للدراسات حول الزواج والعائلة؛ وقد شارك في الندوة أيضًا المستشار الأكبر للمعهد ورئيس الأكاديمية الحبريّة للحياة المطران فينشينزو باليا الذي شرح لموقع فاتيكان نيوز كيف ولدت هذه الندوة، ووصف الموافقة على الشيك الموحّد على أنه "انتصار"، ولكنه أطلق في الوقت عينه نداء إلى السياسة: "لا يجب فقط تقديم بعض الدعم هنا وهناك، ولكن في مجتمع أصبح خاليًا من العائلات، من الأهميّة بمكان أن يُصار إلى تعزيز بناء العائلة".

 

قال المطران فينشينزو باليا فيها يمثل مشروع القانون الذي وافقت عليه الحكومة الإيطالية أول استجابة للاحتياجات الكبيرة التي تتطلبها عائلاتنا في إيطاليا. وهذا يعني، بعد سنوات عديدة، تقديم المساعدات لكي تتمكن العائلات من تغطية النفقات المتعلقة بشكل خاص بإعالة الأبناء. نحن نعلم أن هناك مشكلة انخفاض معدّل الولادات في بلدنا، ونعلم المشاكل التي يواجهها البلد الذي يشيخ دون أن يتجدّد، ولذلك فكّرنا معهد يوحنّا بولس الثاني الحبري للدراسات حول الزواج والعائلة بتنظيم هذه الندوة.

 

تابع رئيس الأكاديمية الحبريّة للحياة مجيبًا على سؤال حول كيف يمكن للعائلة أن تكون موردًا وإن كانت كذلك في مرحلة الوباء وقال لقد دعمت عائلاتنا في إيطاليا، حتى المُمتحنة والأكثر هشاشةً، الحياة اليومية لمجتمعنا. لولا العائلات كان من المستحيل مقاومة المأساة التي مثلها الوباء لبلدنا. يمكن لإيطاليا أن تقول ذلك ولكن يمكن أيضًا لكل دول العالم أن تكرره. وبالتالي يمكننا القول إنَّ حالة الطوارئ الصحية، بهذا المعنى، قد أكدت - للأسف بشكل كبير - ما كنا نعرفه بالفعل، وهو أن العائلات هي أهم مورد في مجتمعنا. وبفضل جميع العائلات الإيطالية، قاوم النسيج الاجتماعي للبلاد آفة مأساوية مثل الوباء.

 

أضاف المطران فينشينزو باليا مجيبًا على سؤال حول المرحلة المقبلة التي يجب عليها أن تطبع السياسات العائليّة بعد مشروع الشيك الموحَّد وقال إن مبادرة الشيك الموحَّد هذه مهمة بالتأكيد، ويمكنني القول إنها انتصار سياسي. في الوقت عينه يمكننا القول إنه اعتراف للعائلات بأنها، كما قلنا، المورد الأهمَّ للمجتمع. كنوع من القانون الواجب ... وبالتالي لا يجب على الرؤية التي تقود سياسة عائلية جيدة أن تسعى وراء غايات عامة، وإنما أن تقترح وتساعد وتدعم تنشئة العائلات وتكوينها. فعلى سبيل المثال نرى في إيطاليا أن العائلات تنمو بابن واحد فقط ولذلك على السياسة الحكيمة أن تعزز بناء العائلة ولا أن تقدّم فقط بعض الدعم والمساعدات هنا وهناك. يبدو لي أن هذا الأمر مهم بشكل خاص في مجتمع مثل مجتمعنا الذي أصبح خاليًا من العائلات بشكل تدريجي. ولذلك على السياسة أن تبعث بشكل أقوى ثقافة جديدة للعائلة.

 

وختم رئيس الأكاديمية الحبريّة للحياة المطران فينشينزو باليا حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول المساهمة التي يمكن للكنيسة أن تقدّمها في هذا الإطار وقال لقد كانت الكنيسة بعيدة النظر. وقبل الحكومات بوقت طويل، إذ أنَّ البابا فرنسيس قد جمع جميع أساقفة العالم في سينودس حول العائلة. لقد كانت الكنيسة التي تقرأ علامات الأزمنة قد قرأت المأساة التي يمر بها المجتمع والحاجة الملحة لإعادة اقتراح نبوءة الخلق القديمة وكذلك المسؤولية من خلال ولادة الأبناء. على الكنيسة أن تعطي صوتًا لدعوة ورسالة العائلات المسيحية، لكي توضع داخل المجتمع كخميرة إِلفةٍ، أو على حد تعبير البابا فرنسيس، كخميرة أخوَّة.