موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠٢١
المطران أنتونياتسي: لا بدّ من دعم الشعب التونسي وتفعيل الاعتزاز الوطني وإيقاظ الإيمان
لم يستسلم الشعب التونسي قط أمام أكثر الأوضاع صعوبة ولا بد اليوم من دعمه وتفعيل الاعتزاز الوطني وإيقاظ الإيمان. جاءت هذه الكلمات على لسان رئيس أساقفة تونس العاصمة المطران أنتونياتسي مقدمًا صورة عن الأوضاع الراهنة اليوم في البلد العربي ومشددا على ضرورة ألا تؤدي الأزمة والمخاوف حيال المستقبل إلى فقدان الأمل.
رئيس أساقفة تونس المطران إيلاريو أنتونياتسي

رئيس أساقفة تونس المطران إيلاريو أنتونياتسي

فاتيكان نيوز :

 

يوم الأحد الفائت أقدم الرئيس التونسي قيس سعيّد على إقالة رئيس الوزراء من منصبه بسبب سوء إدارة الأزمة من قبل الحكومة، وقرر تجميد عمل البرلمان التونسي، وأمر بنشر الجيش في الشوارع لضمان الأمن، فارضًا منعًا للتجول خلال ساعات الليل.

 

وتعاني تونس من أزمة صحية لا سابق لها بسبب جائحة كوفيد-19، لاسيما نتيجة النقص في الأوكسيجين، وقد زاد من استياء المواطنين الوضع الاقتصادي المتردي وسط ارتفاع عدد الفقراء، في وقت أعربت فيه الأسرة الدولية عن خشيتها من انعدام الاستقرار في تونس واحتمال توجه البلاد نحو نظام دكتاتوري.

 

إزاء تفاقم الأوضاع في البلاد أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة تونس العاصمة المطران إيلاريو أنتونياتسي الذي أوضح أن الناس لم يعودوا قادرين على احتمال الأوضاع، لكنه اعتبر أنه من السابق لأوانه اليوم أن نتوقع ما ستؤول إليه مجريات الأحداث، خصوصًا على صعيد النظام الديمقراطي.

 

ولفت إلى أن المواطنين يشعرون بالأمل اليوم خصوصا وأن البلاد تعاني منذ أكثر من سنة من فراغ في السلطة، إذ لم تحدد أي جهة مسؤولة المسار الواجب اتخاذه. وقال: يكفي التفكير بأن تونس كانت تفتقر إلى وزير للصحة، في خضم الجائحة، فضلا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية. ولهذا السبب –مضى يقول– قرر التونسيون النزول إلى الشارع اليوم لأنهم يعلقون آمالاً على هذه الثورة الجديدة، لافتا إلى أن ما حصل ليس انقلاباً، كما يصوّره البعض. وأكد أن رئيس البلاد موجود وهو يعرف الدستور جيداً، وقد توعّد بمكافحة الفساد، وبأن يكون الضامن لحقوق الأشخاص الذين سيُحاسبون.

 

وحول المخاوف الغربية إزاء فقدان المكتسبات الديمقراطية التي حققتها تونس في السنوات الأخيرة، وما إذا كانت هذه المخاوف مبررة، دعا المطران أنتونياتسي إلى التوقف عند عبارة "ديمقراطية"، لافتًا إلى وجود مخاوف مبررة حيال حرية التعبير، خصوصًا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار بعض التدابير التي اتخذها الرئيس التونسي، شأن إقفال عدد من المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية. فيما يتعلق بالديمقراطية، قال سيادته إن هذا المفهوم ربما لم يكن موجودًا أصلاً، مشيرًا إلى فقدان زعيم حقيقي لتونس بعد ثورة الياسمين، يقوم بقيادة البلاد في الاتجاه الصحيح. وأوضح أن كثيرين اعتقدوا أن الديمقراطية تعني أن يفعل الإنسان ما يشاء، وهذا الأمر ليس صحيحًا.

 

وأشار إلى أن الجماعة المسيحية المحلية تسعى إلى مساعدة البلاد على استعادة الأمل، مع أن هذا الهدف صعب في الظرف الراهن. وذكر بأنه عندما يسعى المواطنون التونسيون إلى الهجرة باتجاه إيطاليا، فهم لا يفعلون ذلك هربًا من الحرب والجوع، بل بسبب فقدان الأمل بالمستقبل. ومما لا شك فيه أن الجائحة زادت الأمور تعقيدًا، فلا توجد أسرّة شاغرة في المستشفيات فضلا عن النقص في الأوكسيجين ما تسبب في العديد من الوفيات. هذا ناهيك عن عدم توفّر اللقاحات، كما أن قلة من التونسيين يرتدون الكمامة في الشوارع. وقد انعكس الوضع الصحي سلبًا على القطاع السياحي، وعلى الاقتصاد بصورة عامة. وفقد آلاف الأشخاص عملهم، وجاء منع التجوّل ليلا ليؤدي إلى توقف العديد من النشاطات.

 

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز، ذكّر المطران أنتونياتسي بأن الشعب التونسي هو شعب مؤمن، لذا من الضروري أن نذكّره بأن الله موجود ولن يتخلى عنه. وقال إنه يتذكّر حادثة التلامذة في السفينة عندما شبت العاصفة وكان يسوع نائمًا، لافتًا إلى إن الله موجود معنا حتى إذا كان يبدو أنه نائم في سفينة حياتنا.