موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ أغسطس / آب ٢٠٢٠
الكاردينال بارولين يتحدث عن المبادئ التي ينبغي أن تقود الخدمة الرعوية

فاتيكان نيوز :

 

في إطار الزيارة التي قام بها إلى مدينة آرس الفرنسية، عقد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مؤتمرًا بعنوان "البابا فرنسيس والكهنة، سائرين مع شعب الله"، تناول خلاله أبرز النواحي التي طبعت حياة "خوري آرس" (القديس جان ماري فياني)، مع الأخذ في عين الاعتبار التحديات التي تنتظر الكهنة في عالم اليوم.

 

واستعرض نيافته العلاقة القائمة بين البابا فرنسيس والرعاة، وذلك في ضوء شخصية القديس، متحدثًا عن المبادئ التي ينبغي أن تقود الخدمة الرعوية في القرن الحادي والعشرين.

 

وأكد أن حياة القديس فياني كانت تتمحور حول الصلاة، موضحًا أنه كان يُمضي ساعات وساعات أمام بيت القربان، وهذه الصلاة ضرورية كي يحافظ الإنسان على أمانته. ولفت إلى أن هذه الصلاة تحمل غاية رعوية، لأن الكهنة يصلون ويحتفلون بالقداس نيابة عنهم وعن شعب الله برمته، وهذا ما شدد عليه البابا فرنسيس في الرسالة التي وجهها إلى الكهنة لسنة خلت.

 

وأوضح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن القديس فياني كان أيضًا كاهنًا عرف كيف يذهب للبحث عن خرافه الضالة ليحافظ على القطيع، وذلك في وقت كانت قد جُردت فيه فرنسا من صفاتها المسيحية، على يد الثورة الفرنسية. وقال الكاردينال باولين: إنها ليست المرة الأولى التي وجدت فيها الكنيسة نفسها مجبرة على تجديد التزامها الإرسالي.

 

وأشار إلى أن العمل الرعوي يرتكز، في واقع الحال، إلى التمييز: أي مراقبة الوضع، النظر إلى الآخرين بأعين المحبة والإصغاء إليهم باهتمام. فأمام حداثة الأوضاع التي نعيشها ونواجهها اليوم، يقوم الروح القدس بتحفيز الإبداع، كي نجد الطريقة الأنسب للاقتراب من الآخرين. وذكّر بأن البابا فرنسيس يطلب من الكهنة أن يجمعوا بين الإبداع والتعاطف مع الآخرين والمتأتيَّين من الروح القدس.

 

وتوقف الكاردينال بارولين عند موضوع التعليم، وشدد على أن البابا فرنسيس يولي أهمية كبرى لنوعية العظات. وقال إن العظة ينبغي أن تُعد من قبل الكاهن، كما كان يفعل القديس فياني مع أبناء بلدته آرس. واقترح على الكهنة أن ينظموا لقاءات للتنشئة الرعوية ليعرّفوا المؤمنين على التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية، لأن شعب الله يحتاج دومًا للاطلاع على أسرار المسيح.

 

ولم تخلُ مداخلة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى الإفخارستيا التي هي قلب الكاهن، لافتًا إلى أن البابا فرنسيس يقول إن الإفخارستيا هي العمل الأسمى للوحي. وأضاف نيافته في هذا السياق أن الإفخارستيا هي سرّ يتطلب التزامنا الشخصي، لأنه ليس فقط عبارة عن جسد ودم المسيح اللذين يُقدمان.

 

وفيما يتعلق بسر الاعتراف، أكد أن "خوري آرس" كان معرّفًا عظيمًا، وكان يتقن فن الإصغاء وتقديم المشورة، وكانت رحمته تجذب التائبين. ولفت إلى أن البابا فرنسيس يعطي أهمية كبرى لهذا السر ويسميه سر الرحمة. وأضاف أن الكثير من المؤمنين لا يتقدمون اليوم للاعتراف، أو يفعلون ذلك بين الحين والآخر. وهذا يتطلب من الكاهن صبرًا وتعليمًا متواصلاً وممارسة الرحمة.

 

وتضمنت مداخلة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أهمية الاهتمام بالفقراء، كما يؤكد البابا فرنسيس. وتحدّث عن المحبة الخلاقة التي كانت تميّز خوري آرس، داعيًا في الختام الجميع إلى العمل دومًا من أجل تعزيز علاقات الأخوة بين الكهنة، خصوصًا في الأزمنة الصعبة التي نعيشها اليوم.