موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٤ ابريل / نيسان ٢٠٢١
العراق يحتاج إلى أناس يسيرون على خطى البابا ويرفعون الصلاة كي ينهض الشعب العراقي من جديد
على الرغم من مرور شهر تقريبًا على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق ما يزال السكان المحليون يشعرون بالامتنان الكبير لهذه الزيارة، وقد تمحورت الاحتفالات الفصحية حول رسالة الرجاء التي تركها الحبر الأعظم في بلاد الرافدين، في وقت ما تزال فيه الكنيسة المحلية ملتزمة في مد يد المساعدة إلى العائلات المحتاجة.

فاتيكان نيوز :

 

عشية الاحتفال بعيد الفصح أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المطران روبرت جرجس، الأسقف المعاون على بطريركية بابل للكلدان في بغداد، الذي قال إن البابا فرنسيس ترك نورًا كبيرًا وسط العراقيين، وقدّم – خلال زيارته الرسولية – رجاء عظيمًا للشعب العراقي برمته. ولفت إلى أن الكنيسة المحلية تستعد للاحتفال بعيد الفصح المجيد على الرغم من كل التحديات القائمة اليوم أمامها، متوقفاً بنوع خاص عند منع التجوّل في العاصمة، خلال نهاية الأسبوع في العراق، أي يومي الجمعة والسبت، وذلك تزامناً مع أسبوع الآلام وزمن الفصح وهي أيام مفعمة بالإيمان. وأضاف أنه باستطاعة المؤمنين أن يشاركوا في الاحتفالات الدينية والقداديس في الرعايا والكنائس القريبة من بيوتهم. أما يوم غد الأحد، مضى يقول، فهو يوم عمل في العراق، وباستطاعة المؤمنين أن يشاركوا في الاحتفالات الفصحية بصورة طبيعية.

 

في معرض إجابته على سؤال بشأن زيارة البابا فرنسيس إلى العراق وما إذا كانت تشكل بدايةً لقيامة الشعب العراقي، قال المطران جرجس إن هذا الأمر صحيح. وأضاف أن المؤمنين المحليين يشعرون بنور الربّ بشكل ملموس، من خلال الزيارة التي قام بها البابا وأيضا بفضل الصلوات التي تُرفع في مختلف أنحاء العالم على نية العراق. وأضاف سيادته: لقد بدأنا ننهض من القبور شيئاً فشيئا، وجاءت زيارة البابا لتشقّ الظلمات من خلال أعمال ملموسة وفعلية على هذه الأرض.

 

تابع الأسقف المعاون على بطريركية بابل للكلدان مؤكدا أن زيارة البابا بدأت تحمل انعكاساً على أجندة السياسة الدولية كي تصب في صالح الشعب العراقي الممتنحن نتيجة الصراعات المسلحة المتعاقبة. وقال بهذا الصدد: لقد بدأنا نشعر ببعض التغيّرات، وبدأ العراقيون يتنفسون هواء جديدا. واعتبر أن البابا فرنسيس، ومن خلال وجهه النيّر وبساطته، تمكن من إظهار الدرب الواجب اتّباعها، كما نجح في إعادة إطلاق العراق على الساحة الدولية. وأضاف سيادته أنه بفضل جزء من الهبة التي قدمها الحبر الأعظم تمكنت البطريركية من توزيع المواد الغذائية على خمسين ألف عائلة، لافتا إلى أن هذه هي المؤشرات الأولى، ومما لا شك فيه أن الثمار الإيجابية ستكون وافرة في المستقبل.

 

هذا ثم شدد المطران جرجس على ضرورة العمل كي يستعيد العراقيون اكتفاءهم الاقتصادي والاجتماعي. وقال: لم يأتِ البابا فرنسيس إلى العراق ليحلّ مشاكلنا. لقد قدم نوراً من الحكمة يسمح للبلاد بأن تسير قدماً. وعبر سيادته عن أمنيته بأن يبقى الشبان في أرض آبائهم وأجدادهم، لافتا إلى أهمية متابعة ما بدأه الحبر الأعظم من خلال حضوره في العراق، وبالتعاون مع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة. وأضاف أن الناس لمسوا روحانية البابا وأبوّته، مذكراً بالأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين ألقوا التحية عليه خلال زيارته لكاتدرائية القديس يوسف في بغداد حيث احتفل بالقداس. ومن بينهم العديد من المسلمين وقد وُزّعت على بعضهم مواد غذائية كهدية من البابا، وهذا ما يعكس قيامةً دخلت إلى قلوب الناس وأعماقهم.

 

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قال الأسقف المعاون على بطريركية بابل للكلدان المطران روبرت جرجس إن الجروح لا تزوال بسحر ساحر؛ ثمة حاجة إلى المشاريع وإلى العمل الكفيل بتضميد تلك الجروح؛ ثمة حاجة لأشخاص يجلسون حول الطاولة نفسها كي يتحاوروا ويتصالحوا؛ ثمة حاجة لذوي الإرادة الصالحة، لأشخاص يعملون من الداخل. وكل ذلك يتطلب وقتاً وأناساً  يسيرون على خطى البابا فرنسيس ويرفعون الصلاة كي ينهض الشعبُ العراقي من جديد.