موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢١ مايو / أيار ٢٠٢٣
الصعود إلى السماء في بهاء

أشخين ديمرجيان :

 

"الخلق يتألّق بنور المسيح الذي يرتفع إلى السماء.

نورٌ يفوق نور الشمس.

نورٌ فائق البشر ومغبوط.

نورٌ ينزل من السماء للقاء النور الذي يصعد...

ويسوع المسيح "كلمة الله"، يختفي عن مرأى البشر في محيط من البهاء.

على الأرض، صوت فقط في الصمت العميق للجمع المُنخطف: صرخة مريم العذراء حين يختفي: "يسوع!"

انذهال ورِع حوّل الآخرين بُكماً على نحو مدهش،

ويلبثون هناك، إلى أن يظهر نوران ملائكيان بطهارة فائقة في شكل بشري، ليتلوا الكلمات المَرويّة في الفصل الأوّل من أعمال الرسل".

(مقتطفات ممّا أوحي لماريا فالتورتا عن صعود المسيح إلى السماء).

 

 

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد صعود السيّد المسيح إلى السماء يوم الخميس القادم الموافق 25 ايار، حسب التقويم الشرقي. ويأتي هذا العيد بعد عيد القيامة المجيدة بأربعين يومًا. لقد مكث السيد المسيح على الأرض أربعين يومًا قبل صعوده، كما ورد في سفر أعمال الرسل (1: 3). ثم صعد إلى السماء حيًّا بالجسد بقوّته الذاتيّة (يوحنا 3: 13).

 

لقد ارتقى السيّد المسيح "كلمة الله وروح منه" ارتقى بقوّته الذاتيّة من جبل الزيتون إلى السماء على سحابة، وعلى مرأى من تلاميذه. والمجيء الثاني للسيد المسيح سيحدث بنفس طريقة صعوده: "ويُبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوّة ومجد عظيم" (متّى 24: 30، دانيال 7: 13 وتابع).

 

العبارة اليونانية للصعود هي "أناليبسيس" وتُستعمل هذه الكلمة في الإنجيل المقدّس للإشارة إلى صعود المسيح إلى السماء. واليونانيّة هي اللغة الأصليّة التي  كُتِب بها الإنجيل المقدس، بوحيٍ منه تعالى، إذ كانت الثقافة اليونانيّة هي اللغة السائدة في تلك الأيام.

 

لقد أراد السيّد المسيح بصعوده توجيه قلوبنا إلى العلى، إلى ملكوت السماوات. كما ويُذكّرنا بصعوده أنّنا غرباء في هذه الحياة الدنيا ، ويؤكّد الفكرة بأنّ الحياة الأبديّة بعد القيامة هي في السماء وليست على الأرض. كما ورد في العهد الجديد: "ليست لنا هنا مدينة باقية..." (عب13: 14).

 

ووصيّة السيد المسيح الأخيرة لتلاميذه قبل الصعود مباشرة أن: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلّ الأيام إلى انقضاء الدهر" (متّى 28: 19-20). ومن علامات نهاية الأزمنة لكم هذه العلامة: "ويُكرَز ببشارة الملكوت هذه في كلّ المسكونة شهادة لجميع الأمم، ثم يأتي المنتهى" (متّى 24: 14).

 

 

خاتمة

 

"السيّد المسيح، فيما يرتفع عن الحجر القائم عليه،

يُفتّش مرّة أخرى عن وجه أمّه،

وابتسامته تبلغ قوّة ما من أحد يستطيع أبداً ردّها...

إنّه وداعه الأخير لأمّه.

يصعد، يصعد...

الشمس أكثر حرية في تقبيله الآن،

وما من ورق حتى خفيف يعترض أشعّتها،

تضرب بسطوعها المسيح الذي يصعد بجسده كلّي القداسة إلى السماء...

الباقي ابتسامةُ نور لؤلؤي.