موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
البطريرك ساكو في العام الجديد: لا سلام من دون تنمية الوعي بأهميّة السلام وبثقافة اللاعنف
رسالة البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو بمناسبة رأس السنة الميلادية 2021 ويوم السلام العالمي
البطريرك ساكو يصطحب رئيس جهورية العراق د. برهم صالح، أمام كنيسة مار يوسف ببغداد، عشية عيد الميلاد المجيد، 24 كانون الأول 2020

البطريرك ساكو يصطحب رئيس جهورية العراق د. برهم صالح، أمام كنيسة مار يوسف ببغداد، عشية عيد الميلاد المجيد، 24 كانون الأول 2020

البطريركية الكلدانية :

 

لأمرٌ محزن أن يشهد عالمنا وبلدنا سباقًا محمومًا، وأحيانًا مسلحًا من أجل السلطة والمال، وليس من أجل الناس وتوفير الخدمات لهم.

 

ما من سلام حقيقي إلا عندما نخرج من هذه الأنانية القاتلة، ونرسِّخ الأخوّة الحقيقية بيننا.

 

السّلام هدف أساسي وهامّ لكلّ إنسان، ومن دونه لا حياة مستقرة ولا تقدم. وحتى يتحقق السلام لا بدّ من تنشئة الناس فكريًا ودينيًا واجتماعيًا على قيم الأخوَّة والتسامح واللاعنف والتآزر، وتنمية وعيِهم بأهمية هذه المباديء للعيش المتناغم.

 

دينيًا: رسالة الديانات هي نشر ثقافة السلام والأخوّة والمحبة وترسيخها. المؤمن الحقيقي-وليس من يلبس عباءة الدين لتغطية مصالحه وافعاله-، يعيش السلام في داخله، ويعكسه في محيطه ومع كلّ من يتواصل معهم. هذه الروحانية تملأ قلبه عزاءً وفرحًا: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ" (متّى 5/ 9).

 

من هذا المنطلق يتعيّن على القادة الروحيين:

 

1. تنقية الفكر الديني من المغالطات والأفكار الشائعة والقديمة، وتجديد الخطاب الديني وتكييفه مع متطلبات الزمن المعاصر، بما يلائم حياة الناس وكرامتهم ويحقق خيرهم، من دون ان يمس العقيدة.

 

2. تعزيز المشتركات الايمانية والإنسانية والوطنية، وإشاعة روحية التسامح والمودة واحترام التعددية الدينية والفكرية.

 

الدولة: على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها كاملةً في حماية جميع المواطنين، وفق منطق المواطنة والقانون والمؤسسات، واحترام حقوقهم وكرامتهم.

 

هذه التنشئة ينبغي ان تكون وعيًّا والتزامًا مشتركًا من أجل بناء السلام، وانهاء الحروب وحماية حقوق الناس من خلال التعليم في العائلة (المدرسة البيتية)، والمدارس والكنائس والمساجد والاعلام.

 

يقول البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي الرابع والخمسين للسلام 1/1/2021: "في مطلع العام الجديد، أودّ أن أقدّم أحرّ التحيّات إلى رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء المنظّمات الدوليّة، والقادة الروحيّين والمؤمنين من مختلف الأديان، والنساء والرجال ذوي النوايا الحسنة. أوجّه لكم جميعًا أمنياتي الحارّة بأن يشهد هذا العام تقدّم البشرية في درب الأخوّة والعدالة والسلام بين الأفراد والجماعات والشعوب والدول".

 

عام 2020 كان عامًا صعبًا على الجميع، خصوصًا بسبب تداعيات جائحة كورونا، والنزاعات العبثية، نأمل أن يكون العام الجديد 2021 أقل وطأة، والظروف أفضل ونفرح بعودة الاجواء الى طبيعتها.

 

لذا أسألكم ان تُصَلّوا من أجل حلول السلام في قلوب البشر، وفي العراق والشرق الأوسط والعالم، لكي تسقط الى الأبد جدران الكراهية والعنف. كما أسألكم أن تُصلّوا من أجل نجاح زيارة البابا فرنسيس الى بلدنا، حتى يكون العراق بعد الزيارة غير ما كان عليه قبلها.

 

كل عام وأنتم والعراق والعالم بخير.