موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
البطريرك بيتسابالا يوجه رسالة لمناسبة زيارة البابا فرنسيس المقبلة إلى قبرص

مكتب إعلام البطريركية اللاتينية :

 

وجّه البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، رسالة إلى الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين في قبرص، وكل أبرشيّة القدس البطريركية اللاتينية، وذلك بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس المرتقبة إلى قبرص، من الثاني وحتى الرابع من كانون الأول المقبل.

 

وجاء في الرسالة: "كثر الكلام في الموضوع من قبل، وكثيرون تحدثوا به من عدة أسابيع، لكن الآن أصبح النبأ رسميًّا: الأب الأقدس، البابا فرنسيس، سيزور قبرص من 2-4 كانون الأول. هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها البابا قبرص، بعد زيارة البابا بندكتس التاريخية في 2010. وهي المرة الثانية التي يزور فيها البابا فرنسيس أبرشيتنا، بعد زيارته إلى الأرض المقدسة عام 2014".

 

وأشار بطريرك القدس للاتين إلى أنّ "شعار هذه الزيارة هو: "لِنَحُثَّ بَعضُنَا بَعضًا فِي الإيمَان"، وهو مستوحى من معنى اسم الرسول برنابا، "ابن الفرج" أو "المساندة" (أعمال الرسل 4: 36)، ويوحي بأهمية المساندة والتشجيع المتبادل، وهما وجه أساسي للحوار، واللقاء والترحيب، وهي ميزات بارزة للحياة في الجزيرة ولتاريخها، وكذلك لمسيرة السينودس الحالية".

 

وقال: "نحن فرحون وفخورون بهذه الزيارة، التي تريد أن تكون حجًّا ولقاء، حجًّا على خطى الرسول برنابا، رسول الأمم مع بولس، أبي كنيسة قبرص، ولقاءً مع واقع الشرق الأوسط الذي يدفع إلى البحر المتوسط وإلى قبرص أيضا بمأساة العائلات الهاربة من الحروب، والفقر، والصراع على السلطة، والتطرف الديني".

 

أضاف: "قبرص مع صغرها، تتسع، من جهة، لغنى كل الشرق الأوسط، وجماله، وأيضا لمناقضاته، ومآسيه. ومن جهة أخرى، هي نافذة على العالم الغربي، الذي كان لها دائمًا علاقات حية معه. إنها جسر، فتلتقي فيها وتختلط ثقافات الشرق والغرب، وتحمل في أرضها الجمال والجراح التي صبَّها فيها التاريخ، التاريخ الذي يشهد، منذ زمن الرسل وحتى اليوم لأمانة الكنيسة للإنجيل بالرغم من كل الصعاب. منذ بدء الكرازة الإنجيلية، مثلا، نجد مواطنين من قبرص في المجموعة الصغيرة التي تجرأت وبشَّرت بيسوع المسيح في المدينة الكبيرة آنذاك، أنطاكيا (أعمال الرسل 11:20)".

 

وأوضح بأنّ "حياة الجزيرة موسومة بمرور الصليب فيها. يقول التقليد القبرصي إن أقدم دير للرهبان في قبرص هو "الستافروفوني" (Stavrovouni) الذي أسسته القديسة هلانة ووهبته ذخيرة من خشبة الصليب. اليوم أيضًا نجد الصليب في جزيرة قبرص الصغيرة، ولو كان، في سائر الشرق الأوسط، بطريقة أشدّ وأكثرَ إيلامًا: نجد فيها الانقسام السياسي وتقسيم الأرض، وقد صار انقسامًا دينيًّا، ومأساة المهجَّرين الأليمة، والأزمة الاقتصادية والاجتماعية. أرض قبرص موسومة بعلامة الصليب، لكن فيها أيضًا الآثار المضيئة لقيامة أحد أصدقاء يسوع، لعازر، والذي يقول التقليد إنه أول أسقف للجزيرة. ونجد فيها حتى اليوم أيضًا مساهمة وعزمًا، وإيمانًا شديدًا عميقًا في النفوس، ورغبة في اللقاء ورفضًا للاستسلام".

 

ولفت إلى أنّ "العلاقات المسكونية مع الكنيسة الأرثوذكسية ممتازة، فيها تعاون في مختلف المجالات، حتى في استخدام كنائس أرثوذكسية للصلوات الكاثوليكية، وهو أمر من الصعب وجوده في أماكن أخرى. لأن كنائسنا الصغيرة، من جهتها، لا تكفي ولا تتسع لمشاركة الزائرين الكثيرين والعمال الأجانب الذين يغنون بحضورهم الجماعة الكاثوليكية المحلية، ويجعلون الحياة الكنسية مليئة بالحياة والنشاط، في كل أقسام الجزيرة. ولا تقتصر حياة الكنيسة على الاحتفالات بالأسرار المقدسة، بل تلتزم في خدمة المحبة، واستقبال اللاجئين، وحضورُهم في الجزيرة أكثر بكثير نسبيًّا من أيِّ بلد أوروبيٍّ آخر. تعمل الكنيسة أيضًا في نشاطات مساندة واستقبال أخرى كثيرة. وهي نشطة في المدارس أيضًا في تربية عدد كبير من الشباب في الجزيرة. في زيارتي الراعوية الأخيرة، استطعت أن ألتقي وأختبر مرة أخرى الالتزام الجادّ والمثابر في مختلف النشاطات الرعوية والكنسية".

 

تابع: "ما عدا الزيارات الرسمية وزيارات ممثلي الدولة، سيلتقي البابا برئيس الأساقفة كريزوستومس والكنيسة الأرثوذكسية التي نقيم معها علاقات ممتازة كما قلنا. وسيصغي أيضًا إلى الرهبان والراهبات والكهنة الذين يخدمون في الجزيرة. وسيقيم القداس لجميع الكاثوليك في المدرج، وسيلتقي بالمهجرين واللاجئين. بالإيجاز، يريد البابا أن يلمس بيده واقعَ هذا الجزء من العالم، الذي يبدو أنه غير قادر على معرفة السلام، وعلى وجود حلول لمشاكله. سيلتقي بأناس كثيرين غير مستسلمين، يبنون عمليًّا ملكوت الله، بالتزامهم المحافظة على صورة الله وحمايتها في حياة الكنيسة وفي وجه الفقراء".

 

وقال: "أعلم أننا نريد كلنا أن نشارك في هذا الحدث، وفي زيارة البابا إلى قبرص. وأظن أن الجميع لن يتمكنوا من مرافقة الأب الأقدس. لكن، يمكن لكل واحد أن يشارك بالصلاة. ولهذا، ولو كان وقت التحضير قصيرًا، أدعوكم جميعًا، وأدعو معكم كلَّ الأبرشية البطريركية اللاتينية، إلى الاتحاد في الصلاة لتكون هذه الزيارة ناجحة وتحمل ثمارًا، وتمنحنا الشجاعة لقراءة علامات الأزمنة والاستجابة لها. لقد هيّأت اللجنة التحضيرية صلاة في هذه المناسبة، أرفقها مع هذه الرسالة، لكي يصلِّيَها المؤمنون في كل رعايانا، وفي الجماعات الرهبانية، وفي مختلف الهيئات الكنسية في الأبرشية، وهكذا نتحد جميعًا في الصلاة من أجل قداسة البابا، ومن أجل خدمته للكنيسة الجامعة، ولكنيستنا في قبرص، ولكل كنائس الشرق الأوسط، ولكل الناس، من كل الديانات، الذين نعيش معهم".

 

وخلص البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا رسالته إلى القول: "أنا أكيد أن كنيستنا في قبرص ستساهم بكل هيئاتها في التحضيرات، وستشارك في هذا الحدث الهام في حياتنا الكنسية. وعليكم جميعًا أسأل بركة الله الآب القدير، وشفاعة مريم الكلية القداسة والقديس برنابا".
 

صلاة إلى القديس برنابا الرسول بمناسبة الزياة البابوية إلى قبرص

 

أَيُّـهَا القِدِّيسُ بَرنَابا الرَسُول، نَحمَدُ اللهَ وَنَشكُرُهُ عَلَى نِعمَةِ أَن تَكُونَ شَفِيعاً لِجَزِيرَةِ قُبرُص وَحَامِياً لَها. تَضَرَّع إِلى اللهِ مِن أَجلِنا، حَتَّى يَتَمَكَّنَ كُلٌّ مِنَّا مِنَ الإِقَامَةِ في هَذِهِ الجَزِيرَةِ في إزدِهَارٍ وَنَجَاحٍ وَوِفَاقٍ أَخَوِيّ، وَلِكَي تُثمِرَ رِسَالَةُ الإِنجِيلِ الَّتي بَشَّرتُم بِهَا في هَذِهِ الجَزِيرَة، ثِمَارَ الإِنسِجَامِ وَالعَيشِ الـمُشتَرَكِ السِلمِيّ.

 

في حِين نَنتَظِرُ بِسُرُورٍ وَامتِنَانٍ وَشَوقٍ زِيَارَةَ قَدَاسَةِ البابا فرَنسِيس إِلى قُبرُص، نَشكُرُ اللهَ الَّذِي دَعَانَا لِنَكُونَ مَسِيحِيِّينَ، وَتَلامِيذاً لِيَسُوعَ الـمَسِيح.

 

أَيُّـهَا القِدِّيسُ الـمَجِيد بَرنَابا، يَا مَن كُنتَ نَمُوذَجاً سَاطِعاً لِلتَشجِيعِ وَالحَمَاسِ وَالغَيرَةِ الرَسُولِيَّة في الجَمَاعَةِ الـمَسِيحِيَّةِ الأُولَى، فَلتُقَوِّنا زِيَارَةُ قَدَاسَةِ البابا فرَنسِيس لِكَي نَخرُجَ مُتبَهِجِينَ وَننشُرَ مَحَبَّةَ الرَبِّ وَخِدمَتَهُ وَنُعلِنَ اسمَ الـمَسِيحِ لِكُلِّ مَن نَلتَقِي بِهِم " مُعَزِّينَ بَعضِنَا البَعض في الإِيمَان".

 

أَيُّـهَا الرَسُولُ القِدِّيس بَرنَابا، نَرفَعُ الدُعَاءَ مَعَكَ وَنَمدَحَ اللهَ أَبِينا، مِن خِلالِ رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح الَّذِي مَاتَ وَقَامَ لِيَمنَحَنَا حَيَاةً جَدِيدَة في الرُّوحِ القُدُس.

 

فَلنُصَلِّ مَعاً لِكَي يَحفَظَ اللهُ رَعَايَانا وَيُقَوِّي عَائَلاتِنَا وَيُبَارِكَهَا، وَيَدفَعَ عَنَّا كُلَّ الشَدَائِد.

 

يَا قِدِّيس بَرنَابا، صَلِّ لأَجلِنا!