موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الخميس، ٢٠ مايو / أيار ٢٠٢١
البطريرك بيتسابالا: لكي يلتزم القادة الدينيون المحليون لصالح العدالة والسلام
تصوير: البطريركية اللاتينية

تصوير: البطريركية اللاتينية

فاتيكان نيوز :

 

خلال مشاركته في ندوة عبر الإنترنت نظمها المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الذكرى السنوية الثلاثين للوثيقة حول "الحوار والإعلان"، التي صدرت عن هذا المجلس وعن مجمع تبشير الشعوب، تطرق بطريرك القدس للاتين بيرباتيستا بيتسابالا إلى ضرورة ممارسة الغفران، خصوصًا في خضم الأزمة الخطيرة التي تمر بها الأرض المقدسة. وقال: إنّ الغفران هو ضرورة ملحة.

 

وحاول غبطته أن يحمل إلى المؤتمرين صرخة سكان الأرض المقدسة ووجعهم، ولفت إلى أن شعوب المنطقة لا تتقبل فكرة التبشير كاقتناصٍ لأتباع الديانات الأخرى لأن هذا الأمر يعيد الماضي إلى الأذهان، لاسيما الحملات الصليبية والارتداد القسري في سياق لم يكن فيه الإيمان يقتصر على الخبرة الدينية الشخصية، بل كان أيضًا تعبيرًا عن هوية شخصية واجتماعية.

 

وقال: لقد آن الأوان اليوم أن يلتزم القادة الدينيون المحليون لصالح العدالة والسلام، بعد أن نالت من هذين المبدأين سنواتٌ طويلة من الحروب والنزاعات الطائفية والمآسي المخزية، مؤكدًا أن الحوار بين الأديان، الذي لا يأخذ في عين الاعتبار المسؤوليات المتبادلة والملموسة حيال المجتمعات، سيبقى حبرًا على ورق، ويقتصر على لقاءات لا فائدة منها.

 

وهدفت الندوة إلى التباحث بآفاق تطبيق هذه الوثيقة التي صدرت عام 1991، والنظر إليها ضمن مختلف السياقات الجغرافية ومدى تأثيرها على مسيرة الحوار بين الأديان. ومن بين المشاركين في الأعمال الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غيكسوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، والكاردينال مايكل لويس فيتزجيرالد، الرئيس السابق للمجلس نفسه، فضلا عن الكاردينال لويس أنتونيو تاغل عميد مجمع تبشير الشعوب.

 

خلال مدخلة ألقاها للمناسبة سلط الكاردينال غيكسوت الضوء على الدور الذي لعبه البابوات من أجل تعزيز الحوار بين الأديان لافتا إلى أن بولس السادس ويوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر وفرنسيس قدموا دفعاً لهذا الحوار من خلال أفعالهم وتعاليمهم. وأضاف نيافته أن هؤلاء الأحبار الأعظمين قدروا صداقة باقي القادة الدينيين، وعبروا لهؤلاء عن احترامهم ومحبتهم، لاسيما خلال زياراتهم الرسولية التي تضمنت محطات ولقاءات بين الأديان. كما توجهوا في أكثر من مناسبة إلى أتباع باقي الديانات، وكرسوا قسطاً كبيرا من وقتهم للتعليم بشأن الحوار، وقاموا بتعزيز قيمٍ كالسلام والاستقرار في العالم من خلال مبادرات تحمل طابعاً روحيا، شارك فيها قادة الديانات الأخرى وصلوا جنبا إلى جنب.

 

وتوقف الكاردينال غيكسوت عند الرسالة العامة الأخيرة للبابا فرنسيس "كلنا أخوة"، التي تطرقت إلى الحوار بشكل مسهب. وأكدت أن الحوار يتطلب الاقتراب من الآخر، والإصغاء، والنظر إليه والتعارف المتبادل والبحث عن نقاط للتلاقي. كما أن هدف الحوار هو بناء علاقات صداقة وسلام وتناغم ومقاسمة القيم والخبرات الخلقية والروحية بروح الحقيقة والمحبة. وشجع نيافته على التعمق في دراسة الوثيقة حول "الحوار والإعلان"، للتعرف على مدى تأثيرها على ممارساتنا الحاضرة والمستقبلية في إطار هذا الواجب الصعب، والضروري في الآن معا.

 

أما الكاردينال فتزجيرالد الذي شغل منصب رئيس للمجلس البابوي للحوار بين الأديان بين عامي 2002 و2006، فأكد من جانبه أن الوثيقة المذكورة كانت الوثيقة الأولى الرسمية التي صدرت عن هذا المجلس الحبري، وقد سبقتها وثيقة أخرى بعنوان "حوار ورسالة" صدرت في العام 1984، لكن قبل أن يبصر المجلس النور.

 

وكانت أيضا مداخلة للكاردينال تاغل الذي توقف عند إرث المجمع الفاتيكاني الثاني على صعيد الحوار بين الأديان وتبشير الشعوب. وأشاد نيافته باللقاءات العديدة التي جرت على مدى العقود الخمسة الماضية بين الأخصائيين في هذا المجال، لكنه شدد على ضرورة أن يتم الحوار أيضا في بيئات الحياة اليومية للناس، متحدثا عن أهمية الإصغاء إلى الآخرين وممارسة الاحترام المتبادل، مع تسليط الضوء – في الوقت نفسه – على جمال الإنجيل.