موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
البطريرك بيتسابالا: كنيسة الأرض المقدسة تعيش المسار السينودسي على غرار تلميذي عماوس
غداة القداس الإلهي الذي ترأسه البابا فرنسيس صباح الأحد في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان مفتتحا المرحلة الأولى الأبرشية من المسار السينودسي، أجرت وكالة الأنباء الكنسيّة "سير" مقابلة مع بطريرك القدس للاتين بيرباتيستا بيتسابالا، الذي تطرّق إلى هذا الحدث الهام في الكنيسة الجامعة.
أرشيفية

أرشيفية

فاتيكان نيوز :

 

شهد السينودس إذا بدايته الرسمية يوم أمس الأحد على أن يُفتتح في الأبرشيات في السابع عشر من تشرين الأول الحالي، أو في الأيام التالية، وسيستغرق سنتين كاملتين إذ سيُختتم في تشرين الأول أكتوبر من العام 2023، بعد أن يكون قد قطع المرحلة الأبرشية، ثم الوطنية فالقاريّة. وكما جاء في الوثيقة التحضيرية إن الهدف من السينودس لا يتمثل في إنتاج الوثائق إنما في نمو بذور الأحلام، وتحريك النبؤات والرؤى، وتفتح زهور الأمل، وتحفيز الثقة وتضميد الجراح، ونسج العلاقات والتعلّم من بعضنا البعض وخلق تصور إيجابي ينير العقول ويدفء القلوب ويمنح الأيادي القوة من جديد.

 

روح السينودس هذا شكل إطارًا للجمعية العامة السنوية لأساقفة الأرض المقدسة الكاثوليك التي التأمت في مدينة الناصرة، يومي الخامس والسادس من تشرين الأول الحالي، وتم التطرق خلالها إلى المسار السينودسي، واتُخذت عدة قرارات بشأنها. ومن بين القرارات تعيين الأب ديفيد نيوهاوس اليسوعي مسؤولاً عن نشاطات الرعاة والكهنة والمكرسين والحركات العلمانية والشبان والمسنين والعائلات، ليكون مرجعًا للأشخاص الذين سيشاركون في المسيرة في كل من فلسطين، إسرائيل، الأردن وقبرص. كما أن هذا الكاهن سيكون المتحدث الرسمي باسم الجمعية العامة فيما يتعلق بالسينودس. كما سيتم إطلاق موقع إلكتروني مخصص للمسار السينودسي في الأرض المقدسة، والذي سينطلق في الثلاثين من الشهر الجاري، خلال احتفال سيُقام بالقرب من مزار العذراء ملكة فلسطين، الواقع على مسافة ثلاثين كيلومترا تقريبا من القدس.

 

في حديثه لوكالة "سير" قال بطريرك القدس للاتين إن أساقفة الأرض المقدسة أكدوا رغبتهم في السير والعمل معًا، لافتًا إلى أن العمل المشترك -كما تقرر خلال أعمال الجمعية العامة السنوية في الناصرة- سيتم وفقًا لمنهجية معينة: إذ لن تُقسّم الاحتفالات بحسب الكنائس، بل ستتم في إطار الجميعة العامة للأرض المقدسة. وأشار إلى أن الأساقفة ورعاة الكنائس المحلية باشروا بالحوار بشأن السينودس، مؤكدًا أن صورة تلميذي عمّاوس ستقود كنيسة الأرض المقدسة خلال المسار السينودسي.

 

وأوضح غبطته أن هذين التلميذين، وبعد أن تركا مدينة أورشليم متّجهَين إلى عماوس التقيا بالرب يسوع القائم من الموت، لكنهما لم يتعرّفا عليه فورًا. وبعد أن استمعا إلى كلماته وكسرا الخبز معه تعرّفا عليه. وقال البطريرك بيتسابالا: نحن أيضًا وعلى غرار تلميذي عماوس سنسعى إلى الإصغاء: سنصغي –في ضوء الكتاب المقدس– إلى الناس في الرعايا، ووسط الجماعات والحركات، وسنصغي إلى المؤسسات والجمعيات الرهبانية، قبل أن نعود مجددًا إلى أورشليم (كما فعل التلميذان).

 

لهذا السبب –مضى غبطته يقول– لا بدّ أن يقام حوارٌ بين العائلات والشبان والمسنين والكهنة والرهبان. كما أن الأساقفة سيزورون المستشفيات ودور العجزة، كي يرافقوا جميع المؤمنين روحيًا وجسديًا خلال هذه المسيرة. وأشار إلى أن السينودس يشكل فرصة مميّزة كي ننظر في داخلنا ومن حولنا، محذرًا من خطر أن يقتصر العمل على الخطابات وحسب.

 

وختم البطريرك بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، حديثه لوكالة "سير" الأنباء الكنسيّة، مذكرًا بأنّ الكنيسة في الأرض المقدسة تعيش في أرض جريحة ومتألمة، ومع ذلك تريد أن تتمثل –خلال المسار السينودسي– بتلميذي عماوس، بعيدًا عن مشاعر الإحباط، لتتمكن من التعرف على المسيح القائم من الموت قبل أن تهرع بدورها إلى أورشليم لتعلن عن هذا اللقاء.