موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
البابا يدعو لتحاشي جميع أشكال العنف إزاء التظاهرات الدامية في نيجيريا
الدخان يتصاعد من سجن في وسط لاغوس (أ ف ب)

الدخان يتصاعد من سجن في وسط لاغوس (أ ف ب)

وكالات :

 

أسفرت المصادمات الأخيرة التي شهدتها مدينة لاغوس النيجرية عن مصرع 12 متظاهرًا على الأقل بعد أن حاولت الأجهزةُ الأمنية التصدي للاضطرابات العنيفة التي خلفت 69 قتيلاً على الأقل منذ بدء التظاهرات ضد انتهاكات الشرطة في 8 تشرين الأول، في وقت لم تلق فيه الدعوات إلى الحوار آذانًا صاغية.

 

واندلعت التظاهرات في نيجيريا قبل اسبوعين احتجاجًا على وحشية وحدة مكافحة السرقة الخاصة (سارس) التابعة للشرطة. وعلى الرغم من حلّ الوحدة، إلا أن الاحتجاجات توسعت لتشمل مطالب أكثر، مع فشل الوعود بالتغيير باستئصال الغضب ووقف انتشار العنف.

 

ووجّه البابا فرنسيس، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، الأحد 25 تشرين الأول 2020، نداءً قال فيه: "أتابع بقلق الأخبار التي تصل من نيجيريا حول النزاعات العنيفة التي حصلت حديثًا بين قوى الأمن وبعض الشباب المتظاهرين. لنرفع صلاتنا إلى الرب لكي يتمَّ على الدوام تحاشي جميع أشكال العنف في البحث المستمرّ عن التناغم الاجتماعي من خلال تعزيز العدالة والخير العام".

 

من جهته، أكد الأب جوزيف باتور فيديليس، الكاهن في  أبرشية مايدوغوري النيجيريّة، في مقابلة مع فاتيكان نيوز، بأنّ جهاز "مكافحة السرقة" قد تم حلّه، لكن تم استبداله بجهاز آخر، وهذا ما رفضه الشبان المتظاهرون. وأوضح أن بعض المجموعات نزلت إلى الشارع خلال الأيام الماضية للتظاهر ضد هؤلاء الشبان، فوقع الصدام بين الطرفين، مع أن الشبان لم يكونوا مسلحين وكانوا يرفعون الأعلام النيجيرية وحسب.

 

وأوضح أن الشبان طالبوا في بداية تظاهراتهم بحل الجهاز الأمني المذكور، لكن سرعان ما تزايدت المطالب ومن بينها صرفُ التعويضات لعائلات الضحايا ومحاكمة رجال الشرطة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الخطيرة. وعبّر الكاهن عن خشيته أن يكون الجهاز الأمني لمكافحة السرقة قد غيّر اسمه فقط، لافتًا إلى أن الشارع يطالب أيضًا بإخضاع رجال الشرطة لدورات تدريبية وبرامج تنشئة، بالإضافة إلى زيادة الرواتب، وذلك بغية عدم التشجيع على الفساد وأعمال العنف في البلد الأفريقي.

 

وأكد الأب فيديليس أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية طالما دعت إلى الحوار، وهي تعمل من أجل بناء السلام، وهذا ما تقوم به اليوم في ظل الظروف الراهنة. وذكّر بأن رئيس مجلس أساقفة نيجيريا قد وجّه رسالةً إلى الحكومة مطالبًا إياها بالإصغاء إلى صوت الشبان في الشارع لأن مطالبَهم محقة.

 

لكن الكاهن النيجيري أشار إلى أن بعض العصابات التي تغلغلت في صفوف المتظاهرين قد أقدمت على الإستفادة من التوترات الراهنة وأضرمت النار في كنيستين. وعبّر عن خشيته من أن تتحول هذه التظاهرات في الشارع إلى صراع يحمل طابعًا دينيًا، في وقت تواصل فيه الكنيسة المحلية التزامها لصالح الحوار والمفاوضات بين الحكومة والمتظاهرين.