موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٩ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
استجابة أبرشية أربيل الكلدانية لأزمة جائحة كورونا: كنتُ مريضًا فزرتموني
أنشطة وفعاليات فريق الرحمة
مستشفى مريمانة الميداني لعلاج مرضى الكورونا (جمعية الرحمة الكلدانية)

مستشفى مريمانة الميداني لعلاج مرضى الكورونا (جمعية الرحمة الكلدانية)

المطران بشار متي وردة، رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية :

 

حرصت أبرشية أربيل الكلدانية على أن تكون إلى جانب العوائل الفقيرة والمُصابين بفايروس كورونا متضامنةً معهم للتخفيف عنهم وعن ذوي المرضى أعباءَ المرض من خلال المشورة الروحية والطبيّة الملائمة، وتوفير الأدوية والعلاجات اللازمة لذلك.

 

تم تكليف الأب شوان حنّا بويا بمتابعة هذا الملف، يُساعده الآباء كهنة الرعايا في توجيه المريض للإتصال بفريق الرحمة، فريق الأب شوان من أجل متابعة الحالة. ووجّهت الأبرشية نداءً إلى الأطباء للمُساعدة من خلال تقديم المشورة الطبية الصحيحة كلٌّ حسب حالته، والقائمة تطول عن الأطباء الذين لم يبخلوا بجهدٍ ووقت في ذلك، وأعتذر مُقدمًا إن نسيتُ أحدهم، وأذكر منهم: د. نشوان يوحنان هرمز، د سافين جوهر عبد الاحد، د روفان خوراني (المانيا)، د ديفار نزار شير، د سناريا شليمون يوسف، د. اليوت اندراوس ميخا، د. ديلان فاروق نوري.

 

فعندما يتصّل المريض، بالفريق يتم توجيههُ للتواصل مع الطبيب، والطبيب بدوره يُشيرُ إليه حولَ الإجراءات الطبيّة اللازمة، والأدوية التي يجب عليه تعاطيها وفقاً لحالتهِ. ويتكفّل كادر الفريق، وبمُباركةٍ من إلهنا وربّنا، ودعم المتبرعين الخيّرين من الداخل والخارج، بتقديم ما يلزمُ له من علاجاتٍ: أسطونةِ أوكسجين أو مولّد أوكسجين أو أدوية أو فيتامينات، كما وتمّ التعاقد مع ممرضين ميدانيين لزيارة المرضى في البيوت والعناية بهم إن تطلّبَ الأمر وتقديم العلاجات الضرورية (زرقِ الأبر تحت الجلد على سبيل المثال)، ويتحمّل الفريق نفقات زيارة الممرضين.

 

وإضافة إلى توزيع 1750 حصّة غذائية إلى العوائل الفقيرة، وبمعدّل 15 حصّة إسبوعياً بإشرافٍ مُباشرٍ من الآباء الكهنةِ، قام فريق الرحمة بشراء 66 أسطوانة أوكسجين مع المنظمِ الخاص بها، مع 15 جهاز توليد أوكسجين بسعةِ عشرة لتر وخمسة لتر، ويقوم الفريق بمداورتها بين المُصابين في بيوتهم كلّما تطلّبت الحاجةُ إلى ذلك، وتُعاد جميعها إلى مبنى مُستشفى مريمانا للتعقيم والتعبئة والإدامة لتكون جاهزة عند الطلب. كما ويتكفّل الفريق بتقديم الأدوية والفيتامينات اللازمة للعوائل الفقيرة، ومنها ما يُسمّى ب"الدواء الروسي" وبروكتوكول الأبر (تحت الجلّد).

 

كما وقامت جميعة الرحمة الخيرية الكلدانية بتأهيل مُستشفى ميداني في مقاطعة 147 وبكلفةِ 240 ألف دولار أمريكي، وتقديمه إلى إدارة دائرة صحّة أربيل كونها الجهّة المختصّة لمتابعة الحالات المتوسطة والشديدة، وتكليف د. سنابل بابكا والأستاذ فهمي بابكا للتنسيق معهم حول دخول مرضانا والعناية بهم، أو نقلهم إلى مُستفشيات حكومية مختّصة في الحالات الشديدة والحرجة.

 

وشاركت منظمة عنكاوا الإنسانية جهود الأبرشية في مواجهةِ خطر الجائحة من خلال توزيع الكمامات والمعمقات وملصقات التعليمية حول الوقاية من الفايروس، بالعمل مع منظمة الاغاثة الكاثوليكية التابعة لمجلس أساقفة أمريكا الشمالية، وشملت التوزيعات كل الكنائس في أربيل إضافة إلى حصّة متميزة سُلّمِت إلى هيئة علماء المُسلمين في مقرهم في جامع الصوّاف في أربيل.

 

ويٌعنى الأباء الكهنة بتقديم المشورة الروحية، والاحتفال بسرّ مسحةِ المرضى ومناولةِ القُربان متّى ما طُلبَ ذوو المريض بذلك. وعندما نُبلّغ بأسفٍ بوفاةٍ أحدهم نحضرُ مراسيم الدفنة لأحبيتنا متضامنين مع العائلة في حزنها وخسارتها، والصلاة معها والاحتفال بالأفخارستيا معهم، ضمن إجراءات احترازية طبيّة في الكنيسة.

 

الشُكر كلُّ الشكر لله أولاً، ولفريق الرحمة الطيّب، والعاملين معهم.

 

شُكرنا كبير للقلوب السخيّة والآيادي البيضاء التي تدعم أنشطة فريق الرحمةِ، من داخل العراق وخارجه، تبرعاتُكم مكّنت الفريق من تأدية مسؤوليته بمهنيّة عالية وعلى نحو مُباشر. وتطول قائمة المتبرعين والذين طلبوا عدم ذكرِ أسمائهم، عاملين بوصيّة ربّنا يسوع: "لا تجعل شمالُك تعرِف ما تعملُ يمينُك" (متّى 6: 5)، ولهم منّا كلُّ الشكر والمحبّة وصلاتنا ليُباركهم ربّنا بالسلامة وموفور العافية.

 

وأذ نُشيدُ بالدور الكبير الذي قام به فريق الرحمةِ، والمهنية العالية التي يتعاملون بها مع القضايا، والشفافيّة في إدارة التبرعات، نعتذر عن ذكرِ أسماء المُستفيدين حفاظاً منّا على خصوصيّة الحالات واحتراماً لكرامتهم. "مَن سَقى أَحَدَ هَؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ باردٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع" (متّى 10: 42).