موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣١ أغسطس / آب ٢٠٢١
أم إيطاليّة شابة لثلاثة أطفال على طريق القداسة
شخصيّة اتسمت حياتها بالاستسلام لمحبّة الله والثقة برحمته والرجاء في مغفرته.
المكرمّة  ماريا كريستينا سيلا موسلين

المكرمّة ماريا كريستينا سيلا موسلين

أبونا :

 

أذن البابا فرنسيس بإصدار مراسيم متعلقة بالفضائل البطوليّة لعدد من "خدام الله"، من بينهم أم إيطاليّة شابة، هي ماريا كريستينا سيلا موسلين، والتي قامت بتأخير العلاج الكيميائي عندما كانت حُبلى به لإنقاذ طفلها الثالث الذي لم يولد بعد.

 

ولدت ماريا كريستينا في 18 آب 1969 في مقاطعة ميلانو الإيطاليّة.

 

نشأت في الرعيّة، وخلال دراستها الثانويّة بدأت رحلتها في اكتشاف الدعوة إلى الحياة المكرسة في رهبانيّة "بنات القديسة مريم معونة المسيحيين لدون بوسكو". إلا أنها غيّرت وجهة نظرها في عمر الـ16 عامًا، عندما قابلت كارلو، فشعرت بأنها مدعوّة لسر الزواج.

 

بعد عامين، تم اكتشاف "ساركوما" (مصطلح عام لمجموعة واسعة من السرطانات، التي تُصيب العظام والأنسجة الرخوة) في قدمها الأيسر. فبدأت مسيرة العلاج، والتي لم تثنيها عن إنهاء الدراسة الثانوية والزواج من كارلو في عام 1991. أنجب الزوجان طفلين، ولكن بمجرد اكتشاف ماريا كريستينا أنها حامل في طفلها الثالث، عاد المرض إلى الظهور.

 

اختارت أن تستمرّ في الحمل، وأن تخضع لعلاج لا يعرّض طفلها للخطر.

 

وقد أخبرت ريكاردو، طفلها الثالث، عن تلك اللحظات برسالة تركتها له: "بكلّ قوتي قاومت الاستسلام بك، لدرجة أن الطبيب أدرك بالفعل كل شيء ولم يقول أي شيء آخر. ريكاردو، أنت نعمة وهديّة لنا. كان ذلك المساء، في سيارة طريق العودة من المستشفى، الذي انتقلتُ إليه لأول مرّة. بدا الأمر كما لو كنتَ تقول: ’شكرًا لكِ يا أمي على حُبّكِ لي!‘. وكيف لا يمكننا أن نحبك؟ أنكَ غالي، وعندما أنظر إليك وأراك جميلاً ومفعمًا بالحياة وودودًا، أعتقد أنّه لا توجد معاناة في العالم لا تستحق أن يتحملها طفل".

 

ماتت ماريا كريستينا بمرض السرطان عن عمر يناهز 26 عامًا، واثقة بمحبّة الله الآب، وفيّة له في خططه.