موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٨ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
8 كانون الأول: عيد الحبل الطاهر بسيّدتنا مريم العذراء

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكانــي :

 

أعلن البابا بيّوس التاسع، في الثامن من شهر كانون الأول ديسمبر سنة 1854، بشكلٍ رسمي، ما آمن به المسيحيون على مر العصور، بشأن والدة الإله مريم: «أَنّ مريم البتول قد نُزِّهت عن الخطيئة الأصليّة، وأَنّ اللّه وقّى نفسها من الخطيئة الأصليَّة، منذ الدقيقة الأولى، وذلك منّة خاصّة منه، بفضل استحقاقات ابنه الوحيد سيّدنا يسوع المسيح مخلّص البشر».

 

هذه العقيدة تؤكِّد تعلّق المؤمنين بأمّ الله منذ تكوين الكنيسة. فهم يعترفون بأنّ مريم العذراء، منذ اللَّحظة الأولى لتكوينها عُصِمَت، بنعمة من اللّه، من الخطيئة الأصليّة. عاشت حياتها دون أن ترتكب خطيئة واحدة تشبّهًا بابنها الذي تشبّه بالإنسان في كلّ شيء ما عدا الخطيئة. فإن عاشت مريم حياتها «ممتلئة نعمة» من اللّه، فلا يمكن للخطيئة أن تتغلغل فيها أو أن تؤثّر على مسيرتها المقدّسة. هو تعليم أوحي به، وعلى المؤمنين أجمعين، من ثمة، أن يؤمنوا به إيمانًا ثابتًا ودائمًا.

 

يهيئنا هذا العيد للاحتفال بميلاد الرب، إذ يذكرنا بأن الله كان يعد البشرية لتجسد الكلمة الأزلي، وقد تدخل بشكل خاص في التاريخ لما أختار مريم البتول وصانها من كل خطيئة لتكون هيكلاً لائقًا للطفل الإلهي وخيمة العهد الجديد، المملوءة من مجد الله، فتتحقق فيها نبوءة سفر التكوين، وتكون حواء الجديدة التي تسحـق مع نسلها رأس الحيـة القديمة وتهب العالم المخلص الموعود.

 

صلاة: اللهم إنك هيأت بالحبل الطاهر بمريم البتول، مسكنًا يليق بابنك الوحيد، فيا من صنت الأم من كل وصمة لسابق معرفتك بموت الابن، هب لنا أن نلقاك يومًا بقلوب نقية طاهرة، آميــــن.