موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٧ مايو / أيار ٢٠٢١
7 أيار: القديس أغسطينو روشيلي، الكاهن الإيطالي الذي أحدث تغييرًا اجتماعيًا للأطفال والنساء في جنوه

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد أغسطينوس يوم 27 تموز عام 1818، في ليغوريا بشمال لإيطاليا. والده هو دومينيكو روسيلي وأمه ماريا جانيلي. قام والده بتعمده في نفس اليوم خوفًا عليه لأنه كان يعاني من مشاكل صحية خطيرة. ولكن يد الله كانت معه فعاش.

 

كان أغسطينوس شابًا مثقفًا وهادئًا ومحبوبًا من الجميع. تلقى تعليمه الأساسي من كاهن الرعية الأب أندريا غاريبالدي. وكان يعمل مع والده في رعاية الأغنام لمساعده أسرته الفقيرة، ويقضي أوقات كثيرة في الصلاة والتأمل وسط الجبال الخضراء. وفي شهر أيار عام 1835 جاء إلى القرية الأب أنطونيو ماريا جانيلي، كاهن رعية شيافاري، فعرض أغسطينوس عليه أنه يريد أن يكون كاهن. فقال له الأب أنطونيو إنها دعوة ليست سهلة بسبب الحالة المالية لأسرته الفقيرة. فوجد عمل ليكون خادم بكنيسة صغيرة ملحقة بمدرسة للبنات. فكان يصلي دائمًا إلى الله ليصبح مكرسًا له. فقدم أحد المحسنين منحة مالية له، سمحت له بالدراسة الكهنوتية في مدينة جنوة بإيطاليا.

 

سيم كاهنًا يوم 19 أيلول عام 1846، وعيّن في رعية فقيرة للعمال. ثم راعيًا لكنيسة سان مارتينو دالبارو، وأيضًا راعيًا لكنيسة العزاء في جنوة. وكان يترك انطباعًا إيجابيًا بحماسته الكبيرة في الرسالة وتقشفه الشديدة في الحياة. وكان يقضي ساعات طويلة في كرسي الاعتراف. وكان قلقًا دائمًا على شباب القرية بسبب الفقر والجهل مما يجعلوهم ينحرفون الى الجرائم والسرقة والنهب، وكانت الفتيات أسوأ حالاً وكانوا عرضة للقيام بأعمال خادمات في البيوت، وكان البعض منهن يعمل في أعمال غير أخلاقية. فقام مع مجموعة من الفتيات بتأسيس معاهد لتعليم الخياطة. كما أسس معهدًا للحرفيين الشباب بالإضافة الى التعليم المسيحي لهم جميعًا. وقام بإنشاء مدرسة داخلية مجانية للشابات. وفي عام 1872 بدأ أغسطينوس بخدمة السجناء وبالأخص المحكوم عليهم بالإعدام ليقدم لهم الدعم المعنوي والروحي. وصار مسؤولاً عن دار للأيتام به أكثر من 8000 طفلا وطفلة. بالإضافة إلى توفير الرعاية للأرامل والعازبات.

 

بارك البابا بيوس التاسع هذه العمال الجليلة التي يقوم بها الأب أغسطينوس فقال "بارك الله فيك وأعمالك الصالحة". وفي 15 تشرين الأول عام 1876 أسس دير الحبل بلا دنس للراهبات. وكان هو المرشد الروحي لهن. كان أغسطينوس يصف نفسه بالكاهن الفقير. كان متواضع جدًا وقام بإنجازات عظيمة. ويوم 7 أيار عام 1902 رقد في الرب برائحة القداسة عن عمر يناهز 83 عامًا. وفي 17 أيار عام 1995 أعلنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني طوباويًا. وفي عام 2001 أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني قديسًا للكنيسة جمعاء.

 

فلتكن صلاته معنا.