موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
26 تشرين الثاني: القدّيسان طيموتاوس وطيطس، تلميذا القدّيس بولس، الأسقفان الشهيدان
طيموتاوس وطيطس تلميذان ومعاونان للقديس بولس. ترأس طيموتاوس كنيسة أفسس، وطيطس كنيسة كريتا. وُجِّهت إليهما الرسال المعروفة باسم الرسائل الرعائية، وفيها إرشادات للرعاة وتعليم للمؤمنين.

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

القدّيس طيموتاوس

 

هو تلميذ القديس بولس الرسول، ورفيقه في أسفاره، وشريكه في أتعاب الكرازة. يذكر لأول مرة في سفر الأعمال في بداية رحلة بولس الرسولية الثانية. كان طيموتاوس من مدينة لسترة بإقليم غلاطية بآسيا الصغرى. كان أبوه يونانيًا، لكن أمه وجدته كانتا يهوديتين تقيتين. وهكذا نشأ طيموتاوس منذ أيام طفولته المبكرة على التقوى والصلاح، والمرجّح أنه آمن على يد بولس، فكثيرًا ما يدعوه الرسول ابنه في الايمان لكن يبدو أن هذا الأمر تم في وقت سابق للقاء المذكور، لأن الرسول بولس حينما دخل لسترة كان هو "تلميذًا" أي مسيحيًا. وكان طيموتاوس مشهودًا له بالتقوى من كل أهل تلك المنطقة.

 

إختاره القديس بولس ليكون رفيقًا له في أسفاره، ومعاونًا له في الخدمة لما رأه فيه من مواهب وإستعداد للخدمة. فأخذه بولس وختنه أولاً حتى لا يثير غضب اليهود عليه من أجل تهيئة الجو للخدمة… بعد ذلك اصطحبه معه إلى فريجية وغلاطية وترواس، وطافا معًا بلاد اليونان، وبشرا في مدن فيلبي وتسالونيكي وبيرية. وقد بقى مع سيلا (سلوانس) في بيرية، بينما ذهب بولس إلى أثينا وكورنثوس. بعد ذلك نجده يخدم مع بولس مدة إقامته الطويلة في أفسس، ومنها أرسله إلى مكدونية وكورنثوس. ونراه مرة ثانية مع بولس في مكدونيا وقت كتابة الرسالة الثانية إلى كورنثوس وصحب الرسول إلى كورنثوس. ورافقه أيضًا في طريق عودته إلى آسيا عن طريق مكدونيا ويحتمل أن يكون قد صحبه أيضًا إلى أورشليم في زيارته الخامسة والأخيرة لتلك المدينة. ويذكر التقليد الكنسي أن طيموتاوس عمرّ طويلاً بعد استشهاد معلمه وأبيه الروحي القديس بولس، فقد قيل إنه استشهد سنة 97، قتله الوثنيون في أفسس ضربًا بالعصى ورجمًا بالحجارة في يوم من أيام أعيادهم.

 

 

القديس طيطس

 

هو أحد تلاميذ القديس بولس الرسول الأوفياء. لا يرد إسمه في سفر الأعمال، وكل معلوماتنا عنه نستمدها من الرسالة الثانية إلى كورنثوس، ومن رسالتي غلاطية وتيطس. لا نعرف شيئًا عن حياته الأولى السابقة للخدمة الكرازية. كل ما نعرفه عنه أنه كان يونانيًا أمميًا يجمع العلماء على أنه إهتدى إلى الإيمان على يدى بولس، فهو يدعوه ابنه في الإيمان. لكن يبدو أن إيمانه هذا كان في وقت مبكر، فقد حضر معه مجمع أورشليم سنة 50. وقبلها كان على صلة وثيقة ببولس وبرنابا في أنطاكية، ورافقهما إلى أورشليم حين صعدا إليها لحضور ذلك المجمع. ومن هنا، فيحتمل أن يكون طيطس أنطاكيًا.

 

أرسله الرسول بولس مرتين إلى كورنثوس بينما كان هو نفسه يخدم في أفسس. المرة الأولى لما سمع بالشقاق الذى كان حادثًا فيها، ويبدو أنه هو الذي حمل رسالة الرسول إلى تلك الكنيسة. والمرة الثانية أرسله ليجمع تقدمات لفقراء اليهودية. ويبدو أيضًا أنه هو الذي حمل رسالته الثانية إلى كورنثوس أنه كان مرافقًا لبولس في بداية أسره الثاني في روما. أقامه القديس بولس أسقفًا على كريت ليرعى الكنيسة في تلك الجزيرة، وليقيم كهنة على كنائسها. ويذكره للكورنثيين على أنه معاونه وشريكه والعامل معه في الخدمة ويذكر التقليد أنه عمّر طويلاً. رقد في الرب في شيخوخة صالحة في جزيرة كريت، التي مازال أهلها حتى الآن يعتبرونه شفيعهم.

 

فلتكن صلاتهما معنا.