موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
ماذا قال مدير عام كاريتاس الاردن في الاحتفال بمرور 20 عامًا على برامج المتطوعين؟
وائل سليمان، مدير الكاريتاس الأردنيّة

وائل سليمان، مدير الكاريتاس الأردنيّة

أبونا :

 

احتفلت الكاريتاس الأردنيّة، مساء الثلاثاء، بمرور عشرين عامًا على إنشاء برنامج المتطوعين، وذلك خلال القداس الاحتفالي الذي ترأسه بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، في كنيسة الراعي الصالح، في عمّان، بحضور حشد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، إلى جانب عائلة كاريتاس من إداريين وموظفين ومتطوعين.

 

 

وفيما يلي الكلمة التي ألقاها مدير كاريتاس الأردن السيد وائل سليمان في ختام القداس:

 

"لنعمل على بناء حضارة المحبة؛

لنزرع بذارًا لربما تنمو يومًا.

لنروِ بذارًا مزروعة نرى فيها مستقبلاً واعدًا.

لنُرسِ أساسًا يُبنى عليه في المستقبل.

لنعطِ خميرة قد يكون إنتاجها أكبر من إمكاناتنا".

 

أحببت أن أبدأ بهذه الكلمات لشفيع الكاريتاس العالمي، المطران القديس أوسكار روميرو الذي ألهم عملنا ووجه خطواتنا الأولى للبدء بمغامرة المحبة والتجاوب مع احدى مخرجات اختتام أعمال السينودس الابرشي للعام 2000 بتأسيس لجان عمل تطوعية في الرعايا، لتكون الذراع الأيمن للكنيسة في العمل الاجتماعي والإنساني داخل الرعايا وفي خدمة المجتمعات المحلية.

 

وفي إطار فهمها لرسالة الكنيسة ودورها في عالم الألم البشري، وضعت الكاريتاس تصورًا ورؤية لعملها المستقبلي يرتكز على إعادة بناء الكاريتاس باعتبارها التعبير الاجتماعي الكنسي في حقل الخير العام. وهذا يشكل بحد ذاته البند الأول في رؤيا الكاريتاس العالمي التي تدعو الى بناء حضارة المحبة في عالم: يظهر فيه حكم (إرادة) الله، وتسود فيه العدالة، والسلام والحقيقة، والحرية، والتضامن الانساني.

 

اليوم الفرحة كبرى نجتمع سويًا ونقف أمام عظمة القربان المقدس حتى نشكر الله على محبته ومرافقته لنا طوال العشرين عامًا لمشروع المتطوعين. والشكر الكبير لأمنا ومعلمتنا الكنيسة على احتضانها ذراعها الاجتماعي وفتح القلب والأبواب لزرع بذار المحبة. شكرًا لكل من وضع حجر في لوحة فسيفساء مشروع المتطوعين، ونذكر من أسس معنا وتركنا وغادر للحياة الأخرى: شكرًا فادي متيا، شكرًا سعد النمري، شكرًا وفاء ابو خضر، شكرًا لمياء زوايدة، شكرًا تيسير سهاونة، شكرًا مروان النبر، شكرًا بسام عبوي، شكرًا غابي حداد، شكرًا أكثم سمارنة، شكرًا مريان جبران، شكرًا ناديا الفار. شكرًا للفريق الرائع الذي بدأ بالعمل على هذا المشروع وتجاوز جميع التحديات حتى زرعت البذرة ونمت واصبحت شجرة مثمرة. شكرًا للأخ الكبير والصديق جمال حتر الذي بدأت معه في الكاريتاس بالعام 2000 بتأسيس هذا المشروع الرائع.

 

شكرًا لأخوتنا الكهنة الذين ساندونا ووقفوا معنا ورافقونا في مسيرة المحبة واتفقنا واختلفنا ولكن المحبة كانت ولا تزال صاحبة الكلمة الاخيرة. شكرًا للأخوات الراهبات على دعمهن ومساندتهن لمسيرة المشروع. شكرًا للفعاليات الرعوية التي تعاونا معها طيلة عشرين عامًا بكل ود وحب ومشاركة. والشكر الخاص لروح الأب الصديق الذي سبقنا إلى الملكوت الأب بولص حداد، أبو مالك، كاهن كنيسة الروم الكاثوليك الهاشمي الشمالي وماركا، لمحبته الأبويّة ومرافقته لمرحلة التأسيس وكان مساندًا وداعمًا كبيرًا لنا.

 

شكر خاص لسيادة المطران جورج شيحان الذي بدأ مسيرة مشروع المتطوعين كمرشد روحي للمشروع فأغنى المشروع بروحانية تعليم الكنيسة الكاثوليكية الاجتماعي. شكر كبير لكاريتاس لبنان الذي ساعدنا في بداية المشروع في عملية تدريب المتطوعين وتأهيلهم. شكرًا لكاريتاس الشرق الاوسط وشمال افريقيا على الدعم المستمر الذي حصلنا عليه خلال مدة العشرين عامًا الماضية وأسسنا من خلال مشاريع متطوعين في عدد من كاريتاسات المنطقة. شكرًا لقداسة البابا فرنسيس على خدمته ومحبته وتواصله مع كاريتاس في جميع أنحاء العالم، وعلى رسالته وكلمات التشجيع التي تعطينا دافعًا لنستمرّ في مسيرة المحبّة.

 

شكرًا لمجلس الأساقفة الكاثوليك للأراضي المقدسة على الدعم المتواصل ومشاركته لنا في جميع المناسبات. شكرًا لغبطة البطريرك على ترؤسه الذبيحة الإلهية والاحتفال معنا بهذه المناسبة. شكرًا للمنسنيور ماورو القائم بأعمال السفارة البابوية في الأردن. شكرًا لسيادة المطران جوزيف جبارة. شكرًا لسيادة المطران يعقوب أفرام سمعان على حضوره ومشاركته معنا اليوم الاحتفال. شكرًا للأب رفعت بدر والمركز الكاثوليكي على شراكة دامت طويلاً ومرافقة لعمل لجان الكاريتاس والمتطوعين لإظهار نور السراج لأن المحبة أيضًا عدوى جميلة. وعبر موقع أبونا، نحيي جميع المشاركين معنا عبر البث المباشر.

 

شكر باسمكم جميعًا لكل المتطوعين الذين هم العامود الفقري لمؤسسة كاريتاس بالأردن. شكرًا لهم بشكل خاص خلال فترة كورونا، حيث قدموا تضحيات كبيرة في سبيل الإنسان الذي ندعو له بالشفاء في هذه الموجة الحالية من تفشي الفيروس في بلادنا وفي العام اجمع.

 

نبدأ العام بعد العشرين، فيما وطننا الأردن الحبيب يبدأ العام الأول من المئوية الثانية، وتستمر المسيرة. ونشكر وزارة التنمية الاجتماعيّة وجميع المؤسسات الحكومية والخاصة التي نعمل معها يدًا بيد من أجل الانسان، ليس فقط الإنسان الأردني، وإنما كل إنسان يطأ ارض المملكة الأردنية الهاشمية، وبالأخص المهجرين الذين لم نعتبرهم إلا إخوة وأخوات. كما نشكر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي كلل مسيرتنا قبل عامين، بوسام الاستقلال، وأعطى لنا جميعًا دفعة جديدة وجميلة للعمل باخلاص متجدّد يومّا بعد يوم.

 

شكرًا لكل شخص لم نذكره ونطلب من أمنا مريم العذراء مرافقتنا ومساعدتنا لتستمر مسيرة المحبة. شكرًأ لقناة نورسات على مرافقتها لنا في أنشطة مشاريعنا، وشكرًا لراديو مريم على المتابعة والإعلان عن نشاطات كاريتاس. شكرًا لجوقة ينبوع المحبّة على المشاركة وإغناء الاحتفالات الخاصة لكاريتاس في روحانيّة الفرح. شكرًأ للمانحين من كاريتاس ألمانيا وكاريتاس أمريكا على دعم المشروع طيلة العشرين عامًا الماضيّة. شكر كبير للأب والصديق شوقي بطريان على استضافته لنا في هذه الكنيسة الرائعة.

 

وأختتم بكلمات نتذكرها ولن ننساها للرائعة كنار صويص التي بدأت معنا مشروع المتطوعين ووصفت كاريتاس بالآتي: "عندما نتحدث عن العطاء النابع من الإيمان، عندما نتحدث عن الرغبة في خلق روح التوازن في كفتي ميزاننا الاجتماعي، عندما نعزز روح التنمية والتطوع والعمل الدؤوب والمثابرة، عندما ترى ابتسامة تشرق على وجه طفولي شاحب، عندما ترفع دعوة أم أوشكت أن تفقد كل أمل لاتقاد عائلتها التي تنهار، عندما تسكن آهة من آهات أحد المرضى، وعندما يرفع صليب افتخارنا في كل سماء لنصرة كل ضعيف وكل ذي حاجة، وعندما تنفجر الإنسانيّة في الفرد لتغمر أخاه القريب... إذًا فأنت وبلا شك تتحدث عن الكاريتاس تلك المؤسسة التي أنشئت منذ زمن وأخذت الآن تبسط ذراعيها لتضم المجتمع بكافة فئاته إلى صدرها".

 

أياها الأحباء، من سينودس الأرض المقدسة: الايمان والشركة والشهادة، إلى سينودس الكنيسة العامة، من أجل كنيسة سينودسية، شركة ومشاركة ورسالة، تستمر المسيرة، ونضع نفوسنا جميعًا، من جديد، في خدمة الراعي الصالح الذي يجمعنا في كنيسته اليوم، وفي خدمة كنيستنا ومجتمعنا وعالمنا.