موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٩ مايو / أيار ٢٠٢١
لكي ننال السلام والسعادة السماوية، علينا أن نعيش في هذا العالم بالاتّزان والعدالة والتقوى

القديس أوغسطينس :

 

«ولكِنِّي أَقولُ هذه الأَشياءَ وأَنا في العالَم لِيَكونَ فيهِم فَرَحي التَّامّ»

 

بعد أن صلّى الربّ يسوع للآب: "لَستُ بَعدَ اليَومِ في العالَم وَأَمَّا هُم فلا يَزالونَ في العالَم وأَنا ذاهِبٌ إِليكَ" أوصى أبيه بالّذين سوف يُحرمون من وجوده الجسدي: "يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد".

 

ها هو الرّب يسوع بطبيعته الإنسانيّة يصلّي إلى الله الآب من أجل التلاميذ الذين وهبهم له.

 

لكن فلنَنتبه إلى التتمّة: "لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد".

 

إنَّه لا يقول: ليكونوا واحدًا معنا، أو لكي نكون نحن وإيّاهم كيانًا واحدًا كما نحن واحد، بل قال: "لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد". ليكونوا واحدًا في طبيعتهم، كما نحن واحد في طبيعتنا. لكي تكون كلمات الربّ يسوع هذه صحيحة، يجب أن يكون لديه نفس الطبيعة الإلهيّة كأبيه، كما قال في مكان آخر: "أَنا والآبُ واحِد" (يو 10: 30). ووفقًا لطبيعته البشريَّة قال: "الآب أَعظَمُ مِنِّي" (يو 14: 28)، ولكن بما أنّه يجمع في شخصه الإله والإنسان، نفهم أنَّه إنسان لأنَّه يصلّي، وأنَّه إله لأنَّه في اتّحادٍ مع الذي يصلّي له.

 

"أَمَّا الآنَ، فإِنِّي ذاهِبٌ إِلَيكَ. ولكِنِّي أَقولُ هذه الأَشياءَ وأَنا في العالَم، لِيَكونَ فيهِم فَرَحي التَّامّ".

 

لم يكن بعد قد ترك العالم، كان لا يزال فيه، ولكن لأنّه كان أوشك على مغادرته، ويمكن القول إنّه كان قد غادره، ولكن ما هو هذا الفرح الذي يريد أن يغمر تلاميذه؟ لقد أوضح هذا الأمر سابقًا، عندما قال: "لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد". هذا الفرح الخاص به والذي أعطاهم إيّاه، يعدهم بأن يبلغوا كماله، ولهذا السبب يتحدّث في "العالم". هذا الفرح، هو السلام والسعادة في العالم المقبل، لكي نناله، علينا أن نعيش في هذا العالم بالاتّزان والعدالة والتقوى.