موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
كلمة ترحيب بالبطريرك الجديد بييرباتيستا بيتسابالا بمناسبة زيارته الرسمية الأولى إلى الأردن
فيما يلي نص الكلمة التي ألقاها النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي، خلال الصلاة التي أقيمت صباح الخميس 7 كانون الثاني 2021، بمناسبة زيارة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا الرسميّة والراعوية الأولى من بعد تعيينه بطريركًا عاشرًا للكنيسة اللاتينية في الأرض المقدسة.

المطران وليم شوملي :

 

"طوبى للاتي باسم الرب". كان هذا أول رد فعل عفوي لنا كأساقفة وكهنة في الأردن عندما علمنا بتعيينكم البطريرك العاشر للقدس من قبل قداسة البابا فرنسيس.

 

كلمة "مبارك" الواردة في الآية السابقة تترجَم في العامية بكلمة مبروك. لذا، اسمحوا لنا يا صاحب الغبطة، باسم جميع الحاضرين هنا: الأساقفة، والكهنة ومجلس الكهنة والشمامسة، وممثلي الجمعيات الرهبانية، والقائمين على المحاكم الكنسية، وإدارة المدارس، واللجنة المالية، والمؤمنين من مختلف الرعايا، والكاريتاس وصندوق الرجاء وجميع الأنشطة الخيرية، والاعلام الكاثوليكي والشبيبة المسيحية والكشافة والأخويات والمكرسات والجوقات وخدام الهيكل،... باسمهم نعبّر عن مباركتنا وتهنئتنا، ويسعدنا انكم حضرتم من القدس الى عمان للقيام بزيارتكم الأولى كبطريرك القدس.

 

تأتون غبطتكم إلى هذا الجزء من الأبرشية الذي يضم أكبر عدد من المؤمنين الذين يتبعون الطقس اللاتيني، وأكبر عدد من الرعايا والمدارس، وأكبر عدد من كهنة البطريركية. لذلك تستحق هذه الجهة من الأبرشية عنايتكم الخاصة ونأمل أن تتكرر زياراتكم اليها. لقد أتيتم بعد عام كامل من الغياب بسبب الوباء، والتي سقط ضحيته أنتم وثلث الاكليروس في الأسابيع الماضية. لقد كانت تجربة أليمة للأبرشية وقد ساعدنا الله في التغلب عليها. نأمل أن تمنحنا هذه الخبرة مناعة قوية وروحانية أقوى. على الرغم من الوباء، استمرت الاتصالات بينكم وبين هذا الجزء من الأبرشية. ما زلتم ترسلون إلينا عظتكم الأسبوعية لنمو حياتنا الروحية، ويستمر إرسال الرسائل والتعليمات. لقد قابلتم الكهنة أكثر من مرة عبر الزوم. من الناحية العملية، وبفضل الواتساب ورسائل البريد الإلكتروني، لم يتوقف الاتصال اليومي مع الكهنة.

 

صاحب الغبطة، نحن نعلم البرنامج اليومي الثقيل الذي وقع على كاهلكم كمدبر رسولي والذي، على الأرجح، لن يقل بصفتكم الجديدة. ويسعفنا هنا القديس أغسطينوس الذي يذكر واجباته كأسقف وهي نفسها اليوم. يقول: "عليّ تقويم المنحرفين، وتقوية ضعفاء القلوب؛ ودحض معارضي الايمان، وتعليم الجهال، وإثارة عزيمة المتثاقلين؛ يجب عليّ وضع المتكبرين في مكانهم، وتثبيت أقدام اليائسين، ومصالحة المتشاجرين؛ عليّ مساعدة المحتاجين، والوقوف الى جانب المظلومين. أما الصالحون فعليّ تشجيعهم، والسيئون احتمالهم؛ ويجب عليّ أن أحبّ الجميع". ويختتم اغسطينوس كلامه بقوله: "الإنجيل يخيفني".

 

هذه هي المهام التي تنتظركم ويجب ألا تخيفكم فالله معكم وتؤمنون بالشعار الذي اخترتموه لحبريتكم: تكفيك نعمتي. علاوة على ذلك، نحن في الأردن، اكليروسا ومؤمنين، على استعداد لاستمرارية التعاون من أجل البناء المستمر لملكوت الله، الذي هو الكنيسة، "هذه الكنيسة التي هي، أو ينبغي أن تعود، إلى كونها جماعة شعب الله. وها ان الكهنة والرعاة والأساقفة، الذين يعتنون بالنفوس، هم في خدمة شعب الله هذا".

 

صاحب الغبطة، تبدأ مهمتكم في أوقات صعبة على جميع دول العالم بما فيها بلدُنا وأبرشيتنا. فقد أوجد الوباء وضعًا جديدًا أثر في قطاع التعليم والاقتصاد وسوق العمل. الصليب ثقيل. وإذا أحسنا حمله سيصبح هذا الصليب قوتنا ومصدر بركة للكنيسة. مرة أخرى، أود أن أقتبس من قداسة البابا فرانسيس: "عندما نسير بدون الصليب، وعندما نبني بدون الصليب وعندما نبشر بالمسيح بدون الصليب، فإننا لسنا تلاميذ للرب. نحن دنيويون. قد نكون أساقفة، وكهنة، وكرادلة، وباباوات، نكون كل هذا، لكننا لسنا تلاميذ للرب".

 

صاحب الغبطة، استمعنا إلى عظتكم في اليوم الأول من العام. وصفتم فيها وضع كنيستنا اليوم ويمكن اعتبارها خارطة طريق مبسطة للمستقبل. لقد تحدثتم عن وجود حواجز مختلفة في الكنيسة، هي أصعب من الحواجز السياسية والجغرافية لأنها يمكن أن تعرقل مسيرتنا الكنسية. لقد تحدثتم عن الحواجز بين الإكليروس والعلمانيين، بين الأجيال المختلفة، والحواجز بين البعد المحلي والبعد العالمي للكنيسة، اضافة الى حواجز اللغة. نحن نعلم أن هناك حواجز أخرى، وعلينا أن نتعاون معا لإزالتها وبناء الملكوت.

 

صاحب الغبطة، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، نطلب من مريم الناصرية، أمنا الحانية، شفيعة كنيسة الصويفية هذه، أن تحميكم وتحمي كنيستنا وتحمي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، وأن تحمي بلدنا الأردن حيث ننعم بالحرية والأمن والأمان. وعندما ستقابلون جلالته بعد أيام بلغوه من طرفنا أننا نصلي دائما لأجله ولأجل ازدهار الأردن.

 

صاحب الغبطة، من القلب نقول لكم مرة أخرى: طوبى للاتي باسم الرب. مبروك وألف مبروك.