موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ١٧ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
صدور «تاريخ الأسر العربية المسيحية الغسانية في الأردن وفلسطين»

الرأي :

 

صدر حديثًا كتاب «تاريخ الأسر العربية المسيحية الغسانية في الأردن وفلسطين»، للمؤلف والباحث برهم يوسف هيشان المعشر، بتقديم من الدكتور رجائي المعشر.

 

وقال الدكتور المعشر إنّ الأعمال التي تؤرخ للعشائر المسيحية في الأردن وفلسطين، هي أعمال نادرة، ولعلّ مردّ ذلك أننا في كثير من الأحيان ننسى أو نتناسى نسيج هذه المنطقة التي انطلقت منها الديانات السماوية الثلاث، وشكلت تاريخها وتراثها وثقافتها في تداخل ومزيج حضاري تعددي تحت راية العروبة، ومع أن هناك تيارًا يسعى إلى إلغاء الآخر والشريك القومي، إلا أنّ المسؤولية الأولى تقع على المعنيين بتصحيح الرواية التاريخية، وإظهار فعالية التعددية الدينية والثقافية في تاريخ العرب.

 

وأكّد المعشر أنّ العرب المسيحيين هم عرب أولًا، بل هم من عيون القبائل العربية، خصوصًا تلك التي استوطنت بلاد الشام والعراق، قبل الفتح الإسلامي، وهم عرب في النسب واللغة والتراث والعادات والتقاليد والانتماء القومي، كانوا في الماضي من أبرز بناة الحضارة العربية وهم اليوم مواطنون في الدول العربية الوطنية يسهمون في بناء أوطانهم، ويسعون لرفعة شأنها ومكانتها، وثقافتها ويذودون عن سياستها وأرضها ووحدتها، والعربي المسيحي يفخر بمسيحيّته كما يفخر في الوقت ذاته بثقافته العربية الإسلامية وبانتمائه لشعبه وأمّته، والأردني المسيحي يفاخر إلى ذلك كلّه بولائه للقيادة الهاشمية الفذّة، وريثة الثورة العربية الكبرى، وحفدة الرسول العربي الأمين، وأعلام الرسالة الإسلامية الأصيلة في كونيّتها واعتدالها وتسامحها.

 

وقال إنّ هذا الكتاب المهم يذكّرنا بتاريخ عشائر الغساسنة العرب المسيحيين الذين عبروا هذه البلاد قبل أكثر ما يزيد عن ألفي عام، فكانوا ولا زالوا جزءًا لا يتجزأ من نسيجها الاجتماعي عبر السنين، مشيدًا بجهود المؤلف برهم المعشر الذي يعدّ مرجعًا مميزًا لأصول العشائر المسيحية في الأردن وفلسطين ودورها المهم في تاريخ هذين البلدين الشقيقين، مؤكدًا أنّه سيسهم بالإضافة إلى قيمته العلمية في توطيد أواصر العيش الواحد بين أبناء الوطن في ظلّ قيادته التي لم تكن يومًا إلا للوطن كلّه.

 

من جهته، قال المؤلف برهم المعشر الذي صنّف أسماء العشائر حسب الحروب الأبجدية وشرح عنها، إنّه جاد في مشروعه التوثيقي الذي يجمع له كلّ المعلومات اللازمة، لإفادة الأجيال والمحافظة على السمعة العطرة للأجداد، مشيرًا إلى أنّه اهتم مبكرًا بأخبار وحوادث وقصص كبار السن ورجالات العشائر والمخاتير، متنقلًا بين عمان ومادبا والسلط والفحيص والزرقاء وناعور وملتقيًا بالجمعيات الخاصة بالعائلات الفلسطينية لجمع ما يلزم من كتب ومذكرات تضيء على هذا التاريخ الحافل بالإنجاز والعطاء لتاريخ عريق لعظماء القبائل التي حكمت بلاد الشام لمدة ستة قرون، كما أشار المؤلف برهم المعشر إلى أنّه اجتمع برجالات من بير زيت وعين عريك وبيت لحم وطيبة رام الله، حيث تقطن معظم العائلات الغسانية، فاستقى معلوماته منها ودوّنها، باعتبارها عشائر من عمر نهر الأردن وجرش وسالتوس العظيمة، فوجود هذه العشائر مرتبط منذ الأزل بهذه الأرض.