موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٠ أغسطس / آب ٢٠٢٢
شرطة نيكاراغوا تعتقل أسقف كاثوليكي وتضعه تحت قيد الإقامة الجبرية
وترحّل سبعة كهنة وإكليريكيين كانوا برفقته إلى العاصمة لإجراء "تحقيقات قانونيّة"

أبونا :

 

خلال الساعات الأولى من يوم الجمعة 19 آب، اعتقلت شرطة نيكاراغوا أسقف أبرشيّة ماتاغالبا المطران رولاندو ألفاريز، إلى جانب سبعة كهنة وإكليريكيين آخرين، بعد 16 يومًا من احتجازهم داخل مقرّ الأبرشيّة، في تصعيد للتوترات بين حكومة البلاد والكنيسة الكاثوليكية.

 

وقالت السلطات في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ الشرطة دخلت مقر أبرشيّة ماتاغالبا واعتقلت المطران ألفاريز وآخرين. ولم يذكر البيان سبب الاعتقالات، لكنه قال إنه جزء من تحقيق بدأ في 5 آب في أنشطة "مزعزعة للاستقرار واستفزازية" في البلاد. وأضاف بيان للشرطة في وقت لاحق أن الجميع نُقلوا إلى العاصمة ماناغوا لإجراء "تحقيقات قانونيّة".

 

وبعد ساعات، زعمت نائب رئيس نيكاراغوا روزاريو موريللو، وهي زوجة الرئيس دانيال أورتيغا، في خطاب لها أنّ الشرطة أعادت فرض النظام في مدينة ماتاغالبا، ولفتت إلى أنّ اعتقال الأسقف كان "ضروريًا". وفي غضون ذلك، أدانت منظمة الدول الأمريكيّة ولجنة الدول الأمريكيّة لحقوق الإنسان الاعتقالات وطالبت "بالإفراج السريع" عن جميع المعتقلين.
 

صورة من احتجاز المطران ألفاريز داخل مقرّ أبرشيّته في وقت سابق من هذا الشهر

إسكات جميع الأصوات

 

وشدّدت الحكومة الاستبداديّة في نيكاراغوا، بقيادة الرئيس أورتيغا وزوجته موريللو، قبضتها على البلاد بشكل متزايد لاسيّما بعد المظاهرات الحاشدة المناهضة للحكومة في عام 2018، وهي فترة مضطربة سعى فيها المتظاهرون وعائلاتهم مرارًا وتكرارًا إلى اللجوء إلى الكنائس هربًا من هجمات القوات الحكوميّة ومؤيديها. وآنذاك، شارك أساقفة البلاد كوسطاء للحوار الوطني، حيث اجتمعوا مع مختلف القطاعات المجتمعيّة مع الحكومة في محاولة للبحث عن حلّ سلمي للصراع السياسي.

 

وأعلن أورتيغا، 76 عامًا، عن ولاية رئاسية خامسة في تشرين الثاني الماضي. وفي الفترة التي سبقت التصويت، بدأت حكومته باستخدام قانون واسع للأمن القومي كمبرر لسجن مرشحي المعارضة للرئاسة وقادة المعارضة والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم قبل التصويت. منذ ذلك العام، لم يعد في البلاد "عمليًا أي إعلام مستقل"، بحسب مجموعة "مراسلون بلا حدود" المناصرة للصحافة.

 

وبموجب قانون آخر يعتبر أي مؤسسة تتلقى تمويلًا دوليًا "وكيلًا أجنبيًا"، تم إغلاق أكثر من 190 منظمة غير حكوميّة اعتبارًا من منتصف حزيران. ومن بين المؤسسات التي أغلقت، جمعيّة مرسلات المحبّة (راهبات الأم تريزا)، حيث تمّ طردهنّ من البلاد وإغلاق جميع دور الرعاية الإنسانيّة.

 

بدأت الشرطة التحقيق مع أبرشيّة ماتاغالبا بعدما اعترض المطران ألفاريز على إغلاق محطات إذاعيّة كاثوليكيّة في المنطقة. خلال عظاته وعلى حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، حثّ الأسقف على الصلاة والحوار في البلاد، وقال إنه لا يعرف سبب التحقيق معه.

صورة من احتجاز المطران ألفاريز داخل مقرّ أبرشيّته في وقت سابق من هذا الشهر

رهن الإقامة الجبرية

 

وبحسب بيان الشرطة، فإن المطران ألفاريز محتجز الآن رهن الإقامة الجبريّة في العاصمة ماناغوا، فيما تمّ نقل الكهنة والإكليريكيين إلى مديرية المساعدة القضائية بالمدينة. وقالت الشرطة أيضًا أنّ رئيس أساقفة ماناغوا الكاردينال ليوبولدو برينيس سُمح له بزيارة ألفاريز "وتحدثا بشكل مكثف".

 

في بيان صدر بعد ظهر الجمعة، ذكر الكاردينال برينيس أنّ "الحالة الجسديّة" لألفاريز "تدهورت"، لكن "عقله وروحه قويتان". كما عبّرت أبرشية ماناغوا عن "تضامنها وتقاربها مع أبرشية ماتاغالبا الشقيقة في مواجهة الحدث المؤسف الذي شهده هذا الصباح".

 

وقالت الأبرشيّة في بيان: "أتيحت الفرصة لرئيس الأساقفة الكاردينال ليوبولدو برينيس بزيارة المطران ألفاريز والتحدّث معه في منزل أقاربه، لإظهار احترامه الأخوي باسم كنيستنا في نيكاراغوا". وأضاف إن "المطران ألفاريز أعرب عن ثقته في صلاة الجميع في مواجهة هذا الوضع الصعب الذي نمرّ به في الشركة الكنسيّة".

 

وشددت أبرشيّة العاصمة على أن "الصلاة هي قوة المسيحي"، لذلك "ندعوكم لمواصلة الصلاة إلى المسيح للتشفع ورعاية قطيعه الصغير". وخلصت الرسالة إلى القول: "نأمل أن يفتح هذا السبب، بالإضافة إلى الفهم القائم على الاحترام، الطريق أمام حل هذا الوضع الحرج والمعقد للجميع".

 

وفي وقت سابق، أعرب الكرسي الرسولي عن قلقه إزاء الوضع في الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى. وفي جلسة خاصة لمنظمة الدول الأمريكية ركزت على الوضع في نيكاراغوا، في 11 آب الحالي، ناشد المراقب الدائم للفاتيكان المونسنيور خوان أنطونيو كروز سيرانو، الأطراف في البلاد إلى "إيجاد سبل للتفاهم، تقوم على الاحترام والثقة المتبادلة، والسعي قبل كل شيء إلى الصالح العام والسلام".