موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس يعقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين بالفاتيكان

أبونا :

 

اجتمع رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين الوزير الدكتور رمزي خوري، مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول (وزير الخارجية) رئيس الاساقفة بول غالاغر، بحضور مدير عام وزارة الخارجية الفاتيكانيّة لشؤون الشرق الأوسط المونسنيور ماركو فورمايكا، وسفير دولة فلسطين في حاضرة الفاتيكان السيد عيسى قسيسية.

 

في بداية اللقاء، نقل خوري تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قداسة البابا فرنسيس، وشكره على وقوف الكرسي الرسولي مع حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال على حدود العام 1976، حيث اعترف الكرسي الرسولي بدولة فلسطين.

 

وتطرق اللقاء لخطاب الرئيس عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي أكد فيه الالتزام الفلسطيني للوصول إلى سلام عادل في الشرق الأوسط على أساس المرجعيات الدولية. وقدّم خوري صورة للوضع العام في فلسطين، وتصاعد السياسات والإجراءات الإسرائيليّة ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في القدس المحتلة، حيث تتسارع وتيرة التهويد في المدينة المقدسة، وكان آخرها ما يسمى "تسوية تسجيل الأراضي"، والذي يقضي بتسجيل أملاك الوقف الإسلامي والمسيحي كأملاك دولة، والذي يشكّل ضررًا وخطرًا كبيرًا على هذه الأملاك، ورفض لم الشمل للعائلات، وسحب الهويات المقدسية، وهدم المنازل.

 

كما اطلع خوري وزير الخارجيّة الفاتيكاني على الجهود التي تبذله اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، في سبيل الحفاظ على الوجود المسيحي في فلسطين، من خلال دعم الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالعديد من المشاريع التي من شأنها تعزيز وتثبيت هذا الوجود.
 

كما التقى الوزير مع رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، بحضور السفير عيسى قسيسية، وتناول الحديث وضع مسيحيي الشرق عامة، وفي الأرض المقدسة بشكل خاص، والعمل المشترك من أجل تعزيز الوجود والحضور المسيحي في المشرق، ومواجهة التحديات بما فيها سياسات الاحتلال الاسرائيلي التي تهدف إلى إفراغ الأرض من أصحابها وإحلال المستوطنين، وتغيير الطابع الديني والتاريخي المسيحي الإسلامي في الاراضي المقدسة، وتحديدًا في مدينة القدس، بالإضافة إلى محاولات المستوطنين الاستيلاء، وبدعم حكومي، على عقارات الكنائس.

 

وثمّن د. خوري دور الكنيسة الكاثوليكية في فلسطين ومن خلال مؤسساتها المتعددة والتي تعمل في القطاعات الصحية والتعليمية والثقافية لصالح الشعب الفلسطيني. كما تطرّق الحديث حول الاتفاقية الشاملة بين دولة فلسطين وحاضرة الفاتيكان وأهمية استمرار اللقاءات الثنائية لتعزيز التعاون.

كما التقى الوزير الفلسطيني أمين سر لجنة العلاقات الدينية في المجلس البابوي للحوار بين الأديان المونسنيور خالد عكشة، بحضور السفير عيسى قسيسية، حيث تطرق النقاش لتفعيل مذكرة التفاهم بين المجلس البابوي ولجنة الحوار الفلسطينية، واتفق الجانبان على عقد ورشة عمل تتناول تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، والبناء على اللقاءات السابقة التي عقدتها اللجنة المشتركة، والتي تناولت موضوع أهمية مفهوم الحج الديني إلى الأراضي المقدسة في الكتاب المقدس وفي القرآن الكريم.

 

وتحدّث المونسنيور عكشة عن دور الفاتيكان في تعزيز لغة الحوار بين الأديان، ونوه الى زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى فلسطين، الأردن، مصر، الإمارات والمغرب، مدللاً على إعطاء قداسته أهميّة خاصة للحوار مع العالم العربي والإسلامي من أجل بناء جسور الحوار وتعزيز ثقافة المحبة والسلام. فيما تطرق خوري إلى التطورات الخطيرة التي يشهدها الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل، والحرم الشريف في القدس من اعتداءات متصاعدة وممنهجة من قبل المستوطنيين، وبدعمٍ من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى أهميّة التدّخل الدولي الفوري لوقف هذه الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية.