موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ يوليو / تموز ٢٠٢٢
حراسة الأرض المقدسة تحتفل بعيد دم المسيح الثمين في كنيسة الجسمانية

حراسة الأراضي المقدسة :

 

افتتح يوم الجمعة، 1 تموز 2022، الاحتفال بعيد دم المسيح الثمين بنشيد لاحت علامات الفدا، في بازيليك النزاع في القدس. وفي نفس المكان الذي فيه عرق الرب قطرات دم ليلة خيانته، ترأس حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، موكب الرهبان من بستان الجسمانية حتى الكنيسة، حيث ترأس من ثم الذبيحة الإلهية. رافق النشيد المكرس للصليب، وهو الراية الملكية التي عليها سفك المسيح دمه، رتبة رش بتلات الورد على الصخرة التي تذكرنا بنزاع المسيح، والتي تقع اليوم أمام المذبح الرئيسي.

 

إنّ التعبد لدم المسيح الثمين، الذي نذكر به التحوّل الجوهري للخمر إلى دم المسيح أثناء القداس، انما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتعبد للإفخارستيا. تعبر الإفخارستيا عن عطية الجسد والدم التي قدمها يسوع ليخلصنا من الموت ويدخلنا في الحياة الإلهية.
 

في عظته، تطرق الأب الحارس إلى القراءات التي تليت أثناء ليتورجيا الكلمة، موضحًا كيف أنها تقدم لنا مسيرة تأمل يبدو الدم حاضرًا فيها باستمرار. نجد ذلك أولاً في المقطع الذي يتطرّق إلى عيد الفصح القديم، والذي يعبّر عن "المعنى الدرامي لدم الحمل الذي رُشّ على عضادات الباب"، ومن ثم المقطع الآخر المقتبس من سفر الرؤيا، الذي يصف الثياب التي ابيضت بدم الحمل، وأخيرًا المقطع المأخوذ من انجيل القديس لوقا: "وأخذه الجهد فأمعن في الصلاة، وصار عرقه كقطرات دم متخثر تتساقط على الأرض".

 

يعبر الدم بشكل طبيعي عن الهبة التي تكبدها المسيح من أجلنا في شكل تضحية. إنها عطية لا يستنفدها الموت، بل تبلغ به ذروتها. وتابع الأب باتون، قائلا: "حياة يسوع كلها حياة ممنوحة. وهي كذلك منذ لحظة الحبل به في أحشاء مريم العذراء في الناصرة، بقوة الروح القدس. كما وأضحت حياته عطية أيضًا بعيشه تلك الحياة الخفية في الناصرة، وعندما أعلن البشارة وشفى الناس. وصلت عطيته، بطبيعة الحال، إلى ذروتها عندما قدم نفسه مجانًا على الصليب واختار تسليم نفسه بالكامل بين يدي أبيه ليخوض تجربة الموت بالنيابة عنا. وهكذا فإن شخص يسوع بأكمله قد بُذلَ من أجلنا. وكما يبدو من صلاته التي تلاها في بستان الجسمانية ههنا، فقد قدم إرادته بالكامل، وهو الأمر الذي يبدو واضحاً من خلال كافة العبارات التي تشير إلى أن طعامه كان العمل بإرادة أبيه وأنه قد صار بشرًا للعمل بإرادة أبيه".

صفة "الثمين" الموضوعة إلى جانب كلمة "الدم" انما تعبر عن القيمة العظيمة للتضحية التي قدمها يسوع، والثمن الباهظ الذي دفعه لمنحنا الحياة الحقيقية، والتكلفة الغالية جدًا التي بها فدى الله البشرية، مقدمًا حياة ابنه. ومن هنا حث الأب الحارس المؤمنين على محاولة "الاحتفال بعيد دم الرب الثمين، وقبوله بشكل ملائم" في الإفخارستيا.

 

في نهاية الاحتفال، استمتع المؤمنون مع الرهبان بتناول المرطبات في المنطقة المجاورة لحدائق الجسمانية خارج الكنيسة.