تقع قرية قانا أو كفر كنا في الجليل، وهي معروفة كونها المكان الذي يحتضن مزار معجزة يسوع الأولى. وهناك بشكل خاص، على بعد بضع خطوات، حدثت معجزة أخرى: في صباح 22 من تشرين الثاني الحالي تم افتتاح مدرسة ثانوية علمية جديدة.

ترأس حفل الافتتاح الأب هيثم هانو الفرنسيسكاني، كاهن رعية اللاتين والذي أشرف على المشروع. وحضر العديد من فرنسيسكان حراسة الأرض المقدسة وممثلون عن مختلف السلطات الكنسية في المنطقة وممثلو مدارس مسيحية بالإضافة بالطبع للمهندسين.

وقال الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأرض المقدسة: "لقد تمكنا من تحقيق ذلك بفضل تبرعات قوية قد حصلنا عليها: الأولى هي لمة الجمعة العظيمة والتي تعد مساعدة من قبل مسيحي العالم بأسره والتي يتم جمعها يوم الجمعة العظيمة، ومساعدة من قبل دولة هنغاريا التي تقوم ضمن برامج مخصصة بدعم الأقليات المسيحية".

بفضل تضامن الكثير من المسيحيين، بشكل أخص الهنغاريين، ستستقبل مدرسة قانا الجديدة نحول 300 طالبًا وطالبة للسنة الدراسية القادمة. وأشار الأب باتون إلى أنه لا يتم إعداد الطلاب للدخول للجامعات فحسب بل أيضًا ليكونوا حاضرين للانخراط في الحياة. بالإضافة لكون المدرسة قريبة من الرعية، فإن المساحات التي توفرها المدرسة سيتم استخدامها أيضا من أجل التعليم المسيحي ونشاطات الشبيبة ومقر لإستقبال أبناء الرعية.

من جهته، أشار السيد تريستان أزبيج، وزير الخارجية هنغاريا، في كلمته إلى أن "هذا المشروع لا يمكن حصر هدفه فقط في دعم الجماعة المسيحية، إنما هو يعبر أيضًا عن شكر دولتنا لهذه الجماعة" وأيضًا حماية المسحيين من أشكال العنف والتهديد التي تعصف ببلاد الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.

وقال: إنّ أفضل طريقة وأكثرها فائدة نستطيع من خلالها دعم الناس بغض النظر عن انتماءاتهم الكنسية هي من خلال الكنيسة. نحن هنا كحكومة هنغاريا نكن كل الإحترام لجميع الكنائس التي نعمل معها ومن خلالها بما في ذلك حراسة الأرض المقدسة.

أمّا الأب عبد المسيح فهيم الفرنسيسكاني، الأمين العام للمدراس المسيحية في الجليل، فقال: "إنّ التعليم الملائم يساعد لبناء مجتمع سليم. نشارك جميع سكان قانا الجليل فرحهم الكبير لبناء هذه المدرسة الجديدة. نتمنى أن يسبح الجميع الرب لبركاته وعطاياه الغزيرة لنكون بدورنا شهودًا أحياء وعلامة وحدة لكل البلدة. مبروك لقانا ولحراسة الأرض المقدسة".