موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأحد، ٣ ابريل / نيسان ٢٠٢٢
تقرير يكشف أن الجيش الأمريكي لم يفعل ما يكفي للحد من تدمير الرقة
قصف جوي خلال معركة الرقة، 15 آب 2017

قصف جوي خلال معركة الرقة، 15 آب 2017

أ ف ب :

 

كشف تقرير طلبت وزارة الدفاع الأمريكية إعداده أنه كان بإمكان الجيش الأمريكي بذل المزيد من الجهود للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين خلال معركة الرقة في سوريا، والتي شهدت سقوط تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2017.

 

وفي نهاية هذه المعركة التي دامت نحو خمسة أشهر واستهدفت تحرير هذه المدينة السورية الكبيرة من قبضة التنظيم المتطرف، "كان 60 إلى 80% من المدينة غير صالحة للسكن" وقد صب السكان جام غضبهم على القوات التي حررت المدينة، وفق ما أكد التقرير الذي أعدّته مؤسسة "راند" للبحوث.

 

وأوضح التقرير أن الضربات "المُستهدَفة" والقصف المدفعي لقوات التحالف على الرقة تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 تشرين الأول 2017، يتراوح بين 744 إلى 1600 قتيل حسب إحصائيات التحالف ومنظمة العفو الدولية وموقع "إيروورز" المتخصص.

 

وتابع التقرير المكون من 130 صفحة أن معركة الرقة تسببت أيضا في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية ما "أضعف مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل" في المنطقة.

 

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة التي استشهدت بها مؤسسة راند، تم تدمير أو إلحاق أضرار بأحد عشر ألف مبنى بين شباط وتشرين الأول 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجدا وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات بالإضافة إلى نظام الري في المدينة.

 

وتقول "راند" إن الجيش الأمريكي الذي نفذ 95% من الضربات الجوية وشن ما نسبته 100% من نيران المدفعية خلال معركة الرقة، لم يرتكب أي جرائم حرب خلال تلك المعركة لأنه حاول احترام القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب ولكنه كان "بإمكانه أن يفعل أفضل من ذلك".

 

ولفت التقرير إلى أن قرار تطويق المدينة لـ"القضاء على تنظيم ’الدولة الإسلامية‘" والذي أعلن عنه مسؤولون عسكريون أمريكيون آنذاك، أدى إلى منع إنشاء ممرات إنسانية للمدنيين ودفع مقاتلي التنظيم الإرهابي إلى اتخاذ السكان دروعا في الأحياء الأكثر اكتظاظا.

 

وبدلا من تركيز عملياته على الضربات الجوية لإنقاذ حياة جنوده توجب على الجيش الأمريكي أيضًا أن يكون مستعدًا لإرسال مزيد من القوات إلى الميدان لاكتساب معرفة أفضل بالوضع وبالمخاطر، حسب "راند". وأضاف التقرير أنه توجَّب على التسلسل الهرمي العسكري أن يُعدّ عمليّاته آخذًا في الحسبان أن الضرر اللاحق بالمدنيين له كلفة استراتيجية.

 

وذكر أن "الرقة تعرضت لأكبر أضرار هيكلية في الكيلومتر المربع مقارنة بأي مدينة سورية"، مشيرًا إلى أن "مستوى الدمار البنيوي ونقص الدعم الأمريكي لإعادة إعمار الرقة دفعا بكثير من السكان إلى التنديد بالطريقة التي تم بها تحرير مدينتهم".