موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣٠ مارس / آذار ٢٠٢١
بيت فاجي: أهمية أن "نحمل" يسوع

حراسة الأراضي المقدسة :

 

توجه وفد من الرهبان الفرنسيسكان التابعين لحراسة الاراضي المقدسة صباح يوم السبت 27 آذار إلى مزار بيت فاجي لاحياء ذكرى دخول الرب إلى القدس يوم أحد الشعانين. وتتم هذه الصلاة دائمًا في اطار رحلات الحج التي تقام خلال الزمن الأربعيني.

 

قامت حراسة الأراضي المقدسة بشراء قطعة الأرض التي بني عليها مزار بيت فاجي في عام 1883، وتم ترميم المزار كما نجده اليوم في عام 1954. ينطلق التطواف التقليدي الذي يقام يوم احد الشعانين من هذا المزار ليصل إلى كنيسة القديسة حنة، وهي أول كنيسة كاثوليكية تقع في بلدة القدس القديمة لدى الدخول إليها من باب الأسباط (ويقال له أيضاً باب القديس اسطفانوس، لقربه من موقع استشهاد هذا القديس).

 

وكانت دورة أحد الشعانين قد عُلقت مرتين فقط خلال التاريخ: كانت الأولى لدى انتهاء المملكة الصليبية، بينما كانت الثانية خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا. كانت العادة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، أن يلعب حارس الأراضي المقدسة نفسه دور المسيح، ممتطيًا أتانًا خلال التطواف التقليدي يوم أحد الشعانين. ومنذ عام 1933 أصبح بطريرك القدس للاتين هو من يترأس هذا التطواف.

 

يكتسي الاحتفال الذي أقيم هذا اليوم في بيت فاجي أهمية جوهرية، وقد أقيم بمشاركة بعض الرهبان والراهبات، بينما ترأسه الأب استيفان ميلوفيتش، مسؤول مكتب الممتلكات الثقافية الخاص بحراسة الأراضي المقدسة.

 

بعد المسيح، تبدو شخصية الحمار، ان جاز التعبير، هي الشخصية الثانية التي تبرز في هذا المقطع المأخوذ من انجيل القديس لوقا (لوقا 19: 28-40) الذي قُرأَ خلال الاحتفال، وهو يروي ما حدث قبل دخول يسوع إلى القدس. ألقى العظة الأب لوكاش بوبكو، الدومنيكاني والمعلم لدى مدرسة الكتاب المقدسة والآثار الفرنسية، وقد ركز في تعليقه القصير على شخصية هذا الحيوان.

 

وتابع: "على كل واحد منا نحن الكهنة والرهبان والراهبات والمسيحيون، أن يكون مثل هذا الحمار: الذي يقوم بأمر واحد هو حمل يسوع، وهذه هي رسالتنا. كثيراً ما نعتقد اننا يجب أن نكون شيئاً آخر، فنَضيع وسط هذه المعضلة المتعلقة بالهوية الشخصية، وكأن معرفتنا بمن نحن هو ما سيساعدنا. إلا ان المسألة هنا لا تتعلق بمن نحن ولكن بمَن نحن نحمل: أهو يسوع أم لا؟ فما يفوق مَن نحن أهمية، هو أن نحمل يسوع". واختتم الراهب الدومنيكاني عظته قائلاً: "يبدو اكثر أهمية بالنسبة للحياة المسيحية أن اعرف مع مَن أسير من أن أعرف إلى أين أنا ذاهب".