موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٨ مايو / أيار ٢٠٢٢
بطريرك القدس يشارك بأعمال الجمعية العموميّة الـ12 لمجلس كنائس الشرق الأوسط

أبونا :

 

يشارك بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا في أعمال الجمعيّة العامّة الـ12 لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والمنعقدة بضيافة البابا تواضروس الثاني، في مركز لوغوس في وادي النطرون بمصر، تحت شعار "تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!" (متّى 14: 27).

 

هذا ويشارك إلى جانب غبطته، الأب د. رفعت بدر، بصفته عضوًا في اللجنة التنفيذيّة في المجلس.

 

وألقى البطريرك بيتسابالا كلمة باسم البطريركيّة اللاتينيّة نقل فيها تحيات المجتمعات المسيحيّة في القدس، المدينة المقدّسة والمباركة والمجروحة، مشيرًا إلى أنّها المرّة الأولى التي يشارك فيها بأعمال الجمعيّة العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط. وقدّر غبطته كل الجهود المبذولة في المجلس والتي تهدف إلى تعزيز الروح المسكونيّة وتحسين التنسيق والتعاون بين مختلف الكنائس الشقيقة.

 

تحدّيات الجائحة

 

ولفت إلى أنّه خلال الفترة الواقعة بين اجتماع الجمعية العموميّة عام 2016 في عمّان، والجمعية المنعقدة حاليًا في مصر، قد تخلّلها العديد من التغيّرات والأحداث. ومع ذلك، واصلت جميع الكنائس، على الرغم من التحدّيات، المُضي قُدمًا من أجل تحقيق رسالتها الروحيّة والتعليميّة والإنسانيّة. وذكّر في هذا السياق تعامل الكنائس مع تبعات الجائحة والتي أثرّت بشدّة على حياة البلدان واقتصاداتها.

 

وقال: "استطاعت البطريركيّة اللاتينيّة أن تكون قريبة أبنائها، وأن تواصل مسيرة العطاء من خلال تقديم المعونات للفقراء والمحتاجين، بما جاد به عليه الأصدقاء في كلّ مكان، وكذلك من خلال عدم الاستغناء عن أي موظف في مؤسسات البطريركيّة اللاتينيّة. لقد حافظت على المعاشات وعلى الموظفين. لذلك أقول، والحمد لله، أننا لم نكن بعيدين عن شعبنا، فبالرغم من التباعد الاجتماعي الذي كان مطلوبًا، لم يكن هناك تباعد روحيّ أو إنسانيّ بين البطريركيّة وأبنائنا في الرعايا".

الأوضاع في الأرض المقدّسة

 

وأشار البطريرك بيتسابالا إلى الأوضاع السياسيّة المتوتّرة منذ عدّة أشهر في الأرض المقدسة، لاسيّما بعد مقتل الصحافيّة شيرين أبو عاقلة حيث أصبح الوضع أسوأ من الناحيّة السياسيّة والأمنيّة، لافتًا إلى أنّ الأحداث المتعلقة باستشهاد الصحافيّة المسيحيّة قد أبرزت حالة الوحدة بين جميع أبناء الشعب الفلسطينيّ، وما الجنازات الجماهيريّة التي أقيمت لها في القدس، وفي مختلف المناطق الفلسطينية، إلا دليلٌ على ذلك. فبعد سنوات عديدة، عادت القضيّة الفلسطينيّة أخيرًا على الساحة الإعلاميّة".

 

ولم يخفِ غبطته الحقيقة بأنّ إزدياد التوتّر السياسي له عواقب سيئة على علاقات الكنائس مع السلطات الإسرائيليّة، مؤكدًا بأنّ الكنائس المسيحيّة في القدس قد ندّدت، الاثنين الماضي، باعتداء الشرطة على حاملي نعش الصحافيّة أمام مستشفى مار يوسف الكاثوليكيّ. وقال البطريرك بيتسابالا: "لقد أصبحت قضيّة القدس ومستقبلها السياسيّ والدينيّ على المحك، بالتالي لا يمكننا ككنائس مسيحيّة أن نظل صامتين. في الواقع، إنّ للمدينة المقدسة طابع مسيحيّ يجب الحفاظ عليه وإبقاؤه مرئيًّا ومُحترمًا، كما وجب الإصغاء لما يقوله الصوت المسيحيّ حول مدينة القدس وقضيتها ورسالتها، ويجب أن يتمّ الأخذ به".

ننتمي إلى المسيح القائم

 

وشدّد بطريرك القدس للاتين على أهميّة ألا تنحصر عمل الكنائس في السياق السياسيّ فقط، حتى لو كان ذلك أمرًا لا مفرّ منه في مدينة القدس. وقال: "إنّنا ننتمي إلى يسوع القائم من بين الأموات، والقيامة هي مصدر رجائنا. فحتى لو كان كل شيء من حولنا يتحدّث عن الانقسام والإقصاء، فمن أولويّة جميع الكنائس أن تواصل العمل من أجل اللقاء والمصالحة، وألا نسمح للكراهيّة بالدخول إلى قلوب الأشخاص، وبكلماتهم وأفعالهم، أو أن نسترشد بالضغينة. إنها حقًا مخاطرة نريد أن نتجنبها! إنّنا بحاجة إلى أن نسأل أنفسنا بشكل مستمرّ كيف يمكننا العيش كمسيحيين في خضم هذا الصراع الصعب، والذي يمتصّ الكثير من طاقاتنا؟".

 

وخلص البطريرك بيتسابالا كلمته في الجمعية العموميّة بالإشارة إلى أنّ "القبر الفارغ، علامة القيامة، يجب أن يذكرنا جميعًا بألا نخاف، بل أن نسير معلنين بُشرى الإنجيل السّارة، بأننا التقينا الرّب وفيه نجد قوتنا"، داعيًّا الله أن "يساعد مجلس كنائس الشرق الأوسط، وجميع الكنائس المتعدّدة والمضطربة في منطقة الشرق الأوسط، بأن تبقى شاهدة قويّة ومُلتزمة على قيامة السيّد المسيح في بلادنا".