موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
النذور الاحتفالية لأحد عشر راهبًا في القدس: جواب نهائي على الحب

حراسة الأراضي المقدسة :

 

"أوفي نذوري للرب أمام كل شعبه، في ديار بيت الرب في وسطك يا اورشليم"

 

بدأ نص الدعوة للمشاركة في رتبة النذور الاحتفالية بهذه الكلمات المأخوذة من المزمور 116، التي أصبحت حقيقة ملموسة يوم السبت 15 تشرين الأوّل، وهو يوم مهم بالنسبة لجميع الإخوة الأصاغر في الأرض المقدسة، إذ اجتمعوا في كنيسة دير المخلص، في القدس، للإحتفال بأحد عشر مرشحًا (من إيطاليا وسوريا والعراق والفلبين وجنوب إفريقيا وكينيا وموزمبيق وملاوي وبوروندي) أتموا مسيرة تمييز دعوتهم، مبرزين نذورهم الاحتفالية، ومعلنين بذلك انضمامهم رسميًا إلى رهبنة الإخوة الأصاغر.

 

ترأس الاحتفال حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، بحضور العديد من الرهبان والراهبات من بلدان عديدة، اضافة إلى عائلات الرهبان وبعض الرهبان من الكنائس المارونية والسريانية والقبطية، وكذلك حارس دير المخلص الأب رودريغو ماتشادو سواريز ومجموعة من الرهبان التابعين للحراسة.

 

من بين من أبرزوا اليوم نذورهم الاحتفالية، خمسة ينتمون لحراسة الأرض المقدسة (الأخ جورج باولو جلوف وشقيقه الأخ جوني جلوف، والأخ لورنزو باجاني، والأخ مارك فيرتيدو بالافوكس، والأب نور عماش تاماس)، وواحد من الإقليم المستقل الذي يدعى باقليم القديسة كلارا الأسيزية في موزمبيق (الأخ يواكيم فلوريانو خوسيه)، واثنان من اقليم سيدة السلام في جنوب إفريقيا (الأخ ديبابانج إزكيال نتسالا والأخ باتريك موهولوبيلا) اضافة إلى ثلاثة رهبان من مقاطعة القديس فرنسيس في أفريقيا ومدغشقر وماوريتسيوس (الأخ عاموس دانيال موالي، والأخ جوزيف وامبوغو كينيانجوي والأخ فيليب نيكيزا).

 

"بكل جهد، وبكل محبة، وبكل عاطفة"

 

"أنتم تنتمون إلى الرب منذ يوم معموديتكم" قال الأب باتون في عظته: "لكن انتماءكم الخاص له قد أصبح الآن أشد عمقاً وأكثر تحديدًا، من خلال ابرازكم لنذوركم العلنية التي بها تعدون بالعمل بتعاليم إنجيل ربنا يسوع المسيح، والعيش في الطاعة، دون أن تملكوا أي شيء خاص بك، وفي العفة. وهكذا يصبح فعلكم هذا جوابَ شخصكم بالكامل: جوابًا يشمل كل ما أنتم عليه. لنستعمل كلمات القديس فرنسيس: "بكامل القلب وكامل الروح، وكامل الذهن وبشجاعة كاملة، بفهم كامل وقوة كاملة، بجهد كامل ومحبة كاملة، وعاطفة كاملة، وبرغبة وإرادة كاملتين". الإستجابة للحب يجب أن تكون نهائية، وكما قال الأب المؤسس، "أينما كنا، في كل مكان، في كل ساعة، في جميع الأوقات، في كل يوم وباستمرار".

 

وقد ذكّر الاب باتون الرهبان بأن الكمال الإنجيلي يكمن في اتباع يسوع المسيح يومًا بعد يوم، في الطاعة والعفة طوال أيام حياتهم، مثبّتين نظرهم إليه، "ومتيحين ليسوع أن يقيمنا على قدمينا من جديد حين نسقط، وأن نمسك بيده كلما شعرنا بأننا نغرق"، مشددًا على أنه بفضل عمل يسوع المسيح وروحه القدوس فقط يمكن اختبار هذه الدعوة الخاصة لاتباعه.

 

وصل الاحتفال إلى أوجه بشكل خاص عندما سجد الرهبان المقبلون على ابراز نذورهم، بينما أخذت جماعة المؤمنين تصلي من أجلهم طلبة جميع القديسين: القديسين الفرنسيسكانيين وقديسي الكنيسة بأكملها. وفي نهاية الطلبة، قام كل منهم، وبلغته الخاصة، بقراءة صيغة النذور الرهبانية أمام حارس الأرض المقدسة. عبر من ثم الرهبان عن فرحتهم وسعادتهم بتبادل عناق دافئ مع إخوتهم الحاضرين، في لحظة مؤثرة أكدها أيضًا تصفيق الجميع.

شكر الرهبان الذين أبرزوا نذورهم

 

في نهاية القداس، ألقى الأخ مارك فيرتيدو بالافوكس، بالنيابة عن جميع من أبرزوا في هذا اليوم نذورهم، كلمةً شكر فيها الله أولاً على هذا اليوم الجليل، وعلى هبة الحياة، وعلى فرصة العيش في الأماكن المقدّسة والتعرّف عليها، وكذلك من أجل الدعم الذي أمنته لهم عائلاتهم (العديد منهم كانوا حاضرين في الكنيسة) ولمشاركة جميع الحاضرين.

 

كما أعرب عن امتنانه لأولئك الذين لعبوا دورًا هامًا، على مدى مسيرة تنشئتهم الرهبانية، وهم: رهبنة الإخوة الأصاغر، والأقاليم المختلفة، وحراس مختلف أديرة الحراسة ومجلسها الاستشاري، مسلطًا الضوء على الدور الذي لا يقدر بثمن الذي لعبه هؤلاء في تمييز إرادة الله. أخيرًا، وجه الراهب شكرًا خاصًا لحارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، "الذي قبل اليوم نذورنا الاحتفالية، باسم الله ورهبنة الإخوة الأصاغر".