موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢
الميلاد لحظة تفجر الحضور الإلهي

الأب البروفسور يوسف مونس :

 

في الفكر اليوناني الهلّيني الاغريقي الإنسان كائن مشلوح وحيدا في الكون، الإنسان متروك ومصيره في غربة وكآبة ووحدة كيانية وجودية متجذرة في قعر الوجود والوجدان والكيان الانساني. إنها القدرية والعبثيّة العمياء القاسية تقود وتدفع بالانسان والزمن والتاريخ.

 

الكائن الانساني يعيش هذه القدرية العمياء والثناء دون رجاء. وكان الميلاد لحظة تفجّر حضور الهي لمحبة الإنسان والعناية به وخلاصه من الموت والخطيئة، الميلاد قصة حب الله للانسان وعدم تركه لوحده في وجوده.

 

بالميلاد تلاقت الانثربولوجيا الإنسانية بالتيولوجيا الالهيّة، حتى أن حب الله للانسان دفعه ليموت من اجله على الصليب ويبذل ذاته حبًّا حتى الموت موت الصليب من هتافات فرح الميلاد يمتزج فرح القيامة والخلاص.

 

 

سر اللقاء الله بالانسان

 

تجسُّد الله هو لقاء اللاهوت بالناسوت، حيث بقيت الذات الالهية وقلّت الصفات والانسانية وحافظت على خصوصيّتها دون أن تحرقها النار الالهية. هذا اللاهوت الرائع للتجّسد حمله الموارنة في كل تاريخهم وطفولتهم وحياتهم وفولكلورهم ومعتقداتهم.

 

 

تعميم المجمع الخلقيدوني

 

ان التفكير اللاهوتي عن سر التجسد بما معناه عدم اتّباع المشيئة الواحدة أو الطبيعة الواحدة بل اتّباع ما عمله وأعلنه المجمع الخلقيدوني، اي ان المسيح شخص كامل وله مشيئة كاملة وطبيعة كاملة. وهو شخص واحد كامل الذات والصفات. هذا هو المعنى اللاهوتي الحقيقي للعيد.

 

 

المعنى الاجتماعي للعيد

 

لا ينبغي ان نكتفي بالمظاهر الخارجيّة للعيد من شرب واكل ولباس وثياب جديدة، بل واجب علينا نزع البغض والحقد من قلوبنا ومصالحة من نحن بعداء معهم. ويجب علينا أن نذهب لمساعدة الفقراء والمحتاجين والارامل لأن المسيح هو ساكن في قلوبهم وحياتهم، ومن أعطى فقراء أو محتاجاً فقد أقرض الله. ومن تصالح مع الاخر فقد شهد أن يسوع المحبة قد ولد حقا في قلبه.