موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
الملائكة

أشخين ديمرجيان :

 

يقول الرب: "يوصي ملائكته بك، لكى يحفظوك فى كلّ طرقك، وعلى أيديهم يحملونك، لئلاّ تصدم بحجر رجلك" (مزمور 91: 11).

 

احتفلت  الكنيسة الكاثوليكية يوم أمس، في الثاني من تشرين الأول بعيد الملائكة الحراس. ولكلّ إنسان على وجه الأرض ملاكه الحارس ذلك الصديق الذي لا نراه، ولكنّه يحمل مسؤوليّة عن حياتنا لدرجة لا يمكن تصوّرها. وتقول القدّيسة فيرونيكا جولياني: "من مهمّات الملاك الحارس أن يقدّم لله أعمالنا المقدّسة ونوايانا".

 

لفظة "ملاك" في الكتاب المقدس معناها "رسول"  يقوم بتنفيذ أوامر الله ومشيئته وإعلان حلوله وإجراء مقاصده وإظهار عظمته وقوّته الجبارة .

 

خلق الله ملائكته أرواحًا طاهرة وخدّامه نارًا تلتهب "الصَّانِعُ ملائكته رياحًا، وخدّامه نارًا ملتهبةً" (مزمور 104: 4).  للملائكة حرية الإرادة وتتصف بالقداسة كما تتميّز بالجمال الفائق.

 

وهي أيضًا أرواح "نورانية" لأنّ الله حينما قال "ليكن نور" كان النور، وجزء من النور كان الملائكة، حسبما قيل عن الملاك الأكبر بأنّه «نور وملاك من نور» في (1 قور 10: 14). وقيل فى خَلق الملائكة: "الذي خلق ملائكته أرواحًا، وخدّامه نارًا تلتهب" (مزمور 104: 4).

 

عدد الملائكة لا يُعدّ ولا يُحصى كما جاء في فى سفر إرميا النبي: "كما أنّ جند السموات لا يُعَدّ، ورمل البحر لا يُحصى..." وجاء في إحدى رؤى النبي دانيال، إذ يقول عن الرب: "ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدّامه". ويتكوّن الملائكة من تسعة أجواق وفرق تُدعى "طغمات" ومنهم رؤساء الملائكة السبعة وأبرزهم ميخائيل وجبرائيل ورفائيل لأنّ لكلّ منهم مهمّة خاصّة، وعند اللزوم يكشفون عن أكبر الأسرار . ورئيس جميع هؤلاء الملائكة بصفة عامّة "ميخائيل" ومعنى اسمه: "مَن مثل الله" تطلب الكنيسة شفاعته، ويقام له العيد في الكنيسة الكاثوليكية مع جبرائيل ورفائيل في 29 أيلول من كلّ عام. وقال عنهم القدّيس يوحنا في سفر الرؤيا "رأيت سبعة ملائكة يقفون أمام الله...".

 

ويرد ذكر ميخائيل في رؤيا القدّيس يوحنا على أنّه المنتصر على الشياطين. لذلك يُعدّ حاميًا للكنيسة وللمؤمنين من الشياطين والأرواح الشريرة.

 

إنّ رئيس الملائكة جبرائيل: "قوة الله أو جبروت الله" هو الذي بشّر سيّدتنا مريم العذراء بشارة طيبة بمجيء السيّد المسيح، حين قال لها انّ روح القدّوس سيحلّ عليها وستلد ابنًا. وبشّر زكريا الكاهن بأن امرأته العاقر ستلد ابنًا يدعى يوحنا.

 

أمّا رفائيل: "الله يشفي"، شفى طوبيا من العمى وقدّم له ما يحتاجه من المال وأشفق على سارة وخلّصها من الشياطين.

 

كان للملائكة دورًا في البشارة والميلاد، وفي القيامة المجيدة حينما ظهروا للنسوة قائلين: "إنّه ليس ههنا، بل قام!" (لوقا 24: 5). وسيكون لهم الدور في آخر الزمان، في مجيء السيّد المسيح الثاني الديّان العادل الذي سيأتي مع ملائكته القدّيسين: "وحينئذٍ يُرسل ملائكته ويجمعون مُختاريه من جهات الرياح الأربع، من أقصى الأرض إلى أقصى السماء" (مرقس 13: 27). "واذا جاء ابن الإِنسان في مجده، تُواكبه جميع الملائكة، يجلس على عرش مجده..." (متّى 25: 31) "وحينئذٍ يُجازي كلّ امرىء على قدْر أعماله" (متّى 16: 27).

 

خاتمة

 

نضرع إليه تعالى أن يترأف بنا ويرحمنا ويحمينا من كلّ شرّ بشفاعة طغمات الملائكة الذين يخدمون العرش السماوي آمين!