موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ مارس / آذار ٢٠٢١
المطران كلاوديو لوراتي: أحب مصر وأعشق "وسط البلد"، والكنيسة تنعم بالاستقرار

حاورته ريم مختار لـ"البوابة نيوز" :

 

أكد مطران اللاتين بمصر المطران كلاوديو لوراتي، أهمية زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق، وقال: إن البابا قد قام بعمل شيء لم يستطع أحد من البابوات القيام به. وأوضح في حوار مع "البوابة نيوز" بأنّ الكنيسة اللاتينية هي أكبر كنيسة خاصة تتظلل بمتابعة وإرشاد من قداسة البابا فرنسيس، مشيرًا إلى أنّ الكنيسة اللاتينية في مصر تنعم بالاستقرار.

 

وإلى نص الحوار:

 

 

في البداية نود التعرف على مسيرة الأب لوراتي؟

 

ولدت في 21 شباط 1962، في كومو (إيطاليا)، حيث أتممت تعليمي الثانوي. التحقت بعدها برهبانية المرسلين الكومبونيين لقلب يسوع، حيث درست الفلسفة واللاهوت، وأبرزت نذوري المؤقتة عام 1985، ثم تابعت شهادة الجامعة في اللاهوت في كلية تانزاغا في نيروبي (كينيا) في 27 آذار 1989. نلت السيامة الكهنوتية يوم 23 كانون الأول 1989 في ليبومو (كومو)، واستكملت تكويني بدراسة مناهج علم إدارة الممتلكات بإشراف منظمة من اتحاد الرهبانيات والمعروفة اختصارًا بــ(C.N.E.C). قضيت أولى سنواتي الكهنوتية في الاهتمام بالصحافة الإرسالية. أرسلت عام 1995 إلى جنوب السودان، ثم نُقِلَت عام 1997 إلى مصر حيث تم تكليفي بمهامٍ رعوية إلى وقت تعييني نائبًا لرئيس مفوضية المرسلين الكومبونيين، لأصبح من بعدها رئيسًا خلال الفترة من 2002 إلى 2007. كنت أقوم بمهام الوكيل العام للرهبانيّة إلى أن أصبحت مطرانًا للاتين بمصر.

 

 

ما هو دور الكنيسة الكاثوليكية في العالم؟

 

تتفرد الكنيسة الكاثوليكية، بتعدد الكنائس التابعة لها. فالكنيسة اللاتينية، هي أكبر كنيسة خاصة تتظلل بمتابعة قداسة البابا فرنسيس، ويعود تاريخها إلى بدايات المسيحية الأولى. يبلغ اليوم عدد المؤمنين المنتمين لها أكثر من 1.3 مليار شخص. ويقع مقرها الرئيسي في مدينة الفاتيكان، داخل العاصمة الإيطالية روما.

 

 

متى أتت الكنيسة اللاتينية إلى مصر؟

 

انتشرت الكنيسة اللاتينية في مصر مع مرور الزمن. كانت الكنيسة القبطية طوال تاريخها هي الكنيسة الرئيسية والوحيدة في مصر، إلى أنّ انفصلت إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنيسة كاثوليكية شرقية، هي الكنيسة القبطية الكاثوليكية التي ارتبطت مع الكنيسة الكاثوليكية في روما، مع الاحتفاظ بتقاليدها وطقوسها. ومع الزيارات الرعوية بدأت الكنائس اللاتينية بالتواجد داخل مصر.

 

تعود الكنيسة اللاتينية في الشرق إلى مقرها، وهو بطريركية القدس للاتين، وهي أسقفية كاثوليكية في القدس، تأسست عام 1099، واتخذت من كنيسة القيامة مركزها الرئيسي، وتعرف أيضًا بكنيسة القبر المقدس. بالإضافة إلى قيام مملكة بيت المقدس للإشراف على جميع الأراضي المقدسة أثناء الحملات الصليبية. وكغيرها من الكنائس المسيحية التي تتبع الإشراف الكاثوليكي، تنفرد هذه الكنيسة بالطقوس التي تميزها وتجعل منها كنيسة ذات طابع ومذاق خاص في الطقوس والصلوات.

 

 

لماذا سميت هذه الكنيسة بهذا الاسم؟

 

شاع اسم اللاتين في العصور الوسطى بين أتباع الكنيسة في الغرب، وهذا المصطلح مستمد من شعوب إيطاليا القديمة، والذي تطوّر خلال الفترة الكلاسيكية القديمة في الحضارة الرومانية. تم استخدام الاسم بغض النظر عن العرق، ليضمن تحت مظلته الشعوب الجرمانية والإيطالية والسلافية. بالتالي، فإنّ اللاتين هم جميع الأشخاص الذين يتبعون تقاليد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

 

 

ماذا عن آثار زيارة البابا فرنسيس للعراق؟

 

قام قداسة البابا فرنسيس بعمل شيء لم يستطع أحد من البابوات القيام به، فالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني لم يتمكّن من التوجه إلى هذا البلد عام 2000، عام اليوبيل الكبير. قبيل زيارته التاريخية إلى العراق، قال البابا فرنسيس: "لا يمكنني أن خذل العراق هناك مرة ثانية". وقد أعجبني مناشدته بوقف الحروب، سيما وأنه قبل الزيارة قد سقط عدّة صواريخ على قوات أمريكية وتابعة للتحالف الدولي.

 

يكفينا أن تسود البلاد روح معنوية مرتفعة مع الاستعدادات التي تمّت للزيارة البابوية، على مدار أشهر، فقد رأيت طلاء جدران الكنائس التي غشاها في الماضي اللون الأسود جراء هجمات تنظيم داعش، كما تزينّت بصور البابا، ورصف الطرق ورفعت الأعلام البابوية، فهذا من أعظم الأمور المعنوية، إلى جانب حالة السلام والسكينة التي عاشها العراق خلال أيام الزيارة. آمل أن تحصد هذه الزيارة الاستقرار للمسيحيين وللعراقيين، بعد سنوات مريرة من الحروب والصراعات.

 

 

هل تعِ حجم الخطاب الديني ومدى أهميته؟

 

بالفعل، نحن بحاجة إلى هذا التجديد في أنحاء العالم. إنّ الكنيسة تقوم دائمًا بدورها في الخطاب الديني ومستجداته، وهي متحركة مسترشدة بالكتاب المقدس، الذي أسميه غذاء القلوب.

 

 

ماذا عن وضع المسيحين الآن في مصر؟

 

باختصار، ينعم الأقباط في مصر بالاستقرار دينيًا وسياسيًا.

 

 

ما هو الدور الذي تضطلع به المدارس الكاثوليكية؟

 

أغلب الأطفال الذين يولدون في عائلاتٍ كاثوليكية في مناطقنا يتلقون تعليمهم المدرسي في مدارس خاصة مسيحية. ومعظم هذه المدارس تتواجد إلى جانب كنيسة، ويتلقى فيها الأطفال تعليمًا مسيحيًا كاثوليكيًا إلى جانب تعليمهم المدرسي. كما توجد هناك حركات تابعة للكنيسة كالكشافات والأخويات ومدارس التعليم الديني التي تُسمى أيضًا مدارس الأحد، والتي يُمكن للأهل وضع أطفالهم فيها لتلقي التعاليم الدينية. كما يتم تقريب الأطفال من الطقوس الكنسية من خلال مشاركتهم في الصلوات والمناسبات الدينية.