موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢
المحبّة في طرقات حياتنا

أشخين ديمرجيان :

 

نقرأ في الانجيل المقدّس كيف أرسل السيّد المسيح تلاميذه الى جميع أنحاء العالم للكرازة بعدما عاشوا خبرتهم معه. وأيضاً عن ظهوره على طريق دمشق للإناء المختار بولس واختياره ليكون رسولاً للأمم. كما أنّ المعلّم كان يتجوّل في المدن والقرى، ويحثّ الناس على ممارسة "المحبّة" وأيضاً ينادي بمحبّة الأعداء... ولا معنى للحياة بدون هذه التعاليم السامية... وما اكتفى بصياغة تعاليمه، بل طبّقها وطلب منّا أن نقتدي به.

 

كان السيّد المسيح "يمضي من مكان إلى آخر يعمل الخير" (أعمال 10: 38). كان يطوف متنقّلاً في المدن والقرى ليتعرّف أحوال الناس. ويتفقّد المُتعبين ليُريحهم والمرضى ليشفيهم. ويعطف ويتحنّن على المحزونين ويمسح دموعهم بعجائبه الخارقة. حتّى الخطأة كان يجلس معهم ويكلّمهم كي يجذبهم للتوبة. وينادينا السيّد المسيح بأن نقتدي به، ونسير ونتجوّل مثله ذاهبين إلى جميع الناس لعمل الخير، ويوصينا بأن نكون "ملح الأرض ونورًا للعالم" فلماذا أصبح معظمنا ملحاً فاسداً وظلاماً دامساً قاتمًا، لا يصلح الاّ لأن يُطرح خارجاً ويدوسه الناس؟ (متّى 5: 13).

 

للإقتداء بالمسيح، ينبغي أن نذهب نحن أيضًا إلى اولئك الذين ينتمون إلى المسيح بالاسم فقط ، ولكنّهم فعليّاً يجهلون المسيح وتعاليمه ولا يُطبّقونها. لهؤلاء نصيب في بركات الله وملكوته السماوي، وعلينا تقع مسؤوليّة عدم حرمانهم منها... على الأقلّ لتكن التزاماتنا اليوم جادّة تجاههم. إنّ هذا الكلام يجب أن يكون تحدّياً لكلّ مؤمن. "لأنّه سيكون له شاهدًا، بما رأى وسمع" (أعمال الرسل 22: 5). أمّا الذي يرفض هذه التعاليم، ويتشدّق  بالكلام دون احتراز ، فهو أعمى البصر والبصيرة في شأن خلاصه، وهمّه الوحيد كلّ ما هو مادي.

 

مهمّة الرسول الصادق الكرازة بكلمة الملكوت. الكلّ مدعو إلى فرح ملكوت الله الذي يحرّر جذريًا من الخطيئة والموت. لقد كان للسيّد المسيح في أثناء حياته على الأرض كثير من التلاميذ، عدا رسله الإثني عشر الذين اختارهم ليكونوا معه، وليكونوا رسلاً يُرسلهم للكرازة. حتّى أنّه أعطاهم سلطاناً على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين (متّى 10: 1-4 ، لوقا 6: 13-16، مرقس 9: 38–41).

 

خاتمة

 

المحبّة التي نادى بها السيّد المسيح هي جوهر حياتنا وينبوع فرحنا، ومصدر أمن وسلام... إذ لا حياة من غير محبّة، بل الحياة من غيرها موت وفناء، لأنّ الله محبّة! لقد أوصانا السيّد المسيح بممارسة المحبّة في حياتنا، وهي تلخّص هدفنا وغاية وجودنا على الأرض... وهي نبع بركة لكلّ انسان يطبّقها في زوايا طرقات حياته، وفي مسيرة حياته الصعبة الشائكة.

 

وقد كتب القديس بولس  الرسول: "لو كانت لي موهبة النبوءة... ولو كان لي الإيمان الكامل فأنقل الجبال، ولم تكن لي المحبة، فما أنا بشيء... الآن تبقى هذه  الأمور الثلاثة: الإيمان والرجاء والمحبّة ، ولكن أعظمها المحبّة" (1قور 13: 2 و13).